كشفت الفارسة الأولمبية دلما ملحس أنها شاركت في منافسات الأولمبياد الأول للشباب وهي صائمة وشددت على أنها حريصة على الالتزام بالتعاليم الدينية، وقالت: «شاركت وأنا متحجبة وكنت صائمة وأنا فتاة مسلمة أفتحر بديني وشريعتي». وتمنت صاحبة أول ميدالية أولمبية سعودية أن تشارك في المنافسات المقبلة ضمن الوفد السعودي الرسمي مؤكدة سعادتها بنجاحها في رفع العلم السعودي في الميادين الدولية. كيف تصفين الحلم الأولمبي الذي نجحت في تحقيقه؟ - أولاً أحمد الله على ما تحقق لي من انجاز يسجل باسم الوطن أولاً وباسمي ثانياً، وكان لدي شعور كبير بأنني سأحرز ميدالية في الاولمبياد على رغم المنافسة الشرسة التي كانت موجودة فضلاً عن أنني لم أكن متعودة على الجياد التي شاركت بها، ولعل ذلك تسبب في الوصول إلى النهائي و برصيد 4 أخطاء كانت كفيلة بأن تحبط معنوياتي، ولكن ولله الحمد وفقت كثيراً في النهائي ونجحت في تسجيل أسرع وقت بل إنني كنت أسرع من أصحاب الميداليتين الذهبية والفضية، ولا أخفيكم سراً أنني كنت أملك أعصاباً هادئة جداً ساعدتني على الدخول في منافسات اليوم الأخير كثالث المتسابقات بنفسية مرتاحة. قبل النهائي كان لنا حديث معك في «&» وبدوت واثقة من أحراز ميدالية أولمبية. ما سر هذه الثقة التي كنت تتحدثين بها؟ - كما ذكرت لك سابقاً فأنا عاشقة لقفز الحواجز ومارست ذلك في البطولة بروح العاشقة وليست المنافسة، ولله الحمد حققت البرونزية كأول فارسه عربيه تحقق ذلك، كما إنني أمتلك الثقة الكافية في إمكاناتي وقدراتي في كل المنافسات التي أشارك بها. وكيف كانت مشاعرك في الليلة التي سبقت النهائي؟ - كنت أعيش في حال تركيز نفسي عالية وأحاول الابتعاد عن «الشوشرة» حتى ممن كان حولي، وكانت والدتي هي من ترد على الاتصالات التي ترد إلى هاتفي دوماً، ولا أخفيك إذا قلت انه تركيز نفسي لأنني وقتها كنت من ضمن أفضل عشرة متسابقين في العالم في رياضه قفز الحواجز، وكنت أتمنى من كل قلبي أن أحقق الميدالية البرونزية المتبقية أمامي بعد أن فقدت فرصة الحصول على الميداليتين الذهبية والفضية بسبب الأخطاء التي تحصلت عليها في الجولة الأولى من البطولة بسبب سوء الخيل الذي كنت أشارك به. شاركت في الاولمبياد بصفه شخصية ... هل كنت تتمنين أن تكوني ضمن الوفد السعودي الرسمي المشارك؟ - نعم كنت أتمنى ذلك وان شاء الله تكون مشاركتي في البطولات المقبلة من قبل الاتحاد السعودي للفروسية، ولكن في كلتا الحالتين أنا شاركت بصفتي ممثلة سعودية في هذا المحفل الكبير الذي يضم أفضل المتنافسين في العالم وحققت ما يرفع علم بلدي عالياً بين جميع الدول المشاركة. إحرازك للميدالية البرونزية في اولمبياد سنغافورة هل سيكون حافزاً لك لمشاركة مماثلة في اولمبياد لندن المقبل؟ - أنا في الوقت الحاضر أعيش في قمة سعادتي وفرحتي بما حققت لوطني الغالي، وبإذن الله أواصل التدريبات للبطولات المقبلة ومنها اولمبياد لندن لا سيما وأنني لا زلت صغيرة في العمر وأعتقد ان الميدالية البرونزية ستضعني في تحدٍ كبير مع نفسي في المشاركات المقبلة ولن أرضى فيها بغير تحقيق الميداليات. تحولت في غضون 3 أيام إلى بطلة أولمبية ذات شهرة دولية؟ كيف تصفين هذا التغيير في مشوارك الرياضي؟ - لم أتغير ولا أعتقد أن هذا الانجاز سيغير شيئاً من دلما، ولكنني سعيده جداً بما حققت وأحب أن أذكر لك موقف حصل لي في الطائرة ونحن على وشك الوصول إلى الأراضي السعودية، إذ كانت تتوقع والدتي الفارسة أروى المطبقاني إنني أحمل الميدالية في يدي ولكنها تفاجأت إنني لم أخرجها من حقيبتي فما كان منها إلا إن ألبستني إياها عند نزولنا في المطار وحينها كان في استقبالنا الكثير من الأقارب والأصحاب وبعض الجماهير العاشقة لرياضة الفروسية. هل كان لوجود والدتك عضو الاتحاد السعودي للفروسية أروي المطبقاني إلى جوارك دور في تحقيق المركز الثالث؟ - استفدت من والدتي الشيء الكثير فهي تملك الخبرة الكبيرة في هذا الرياضة، ووجودها بالقرب مني أسهم في تسهيل الكثير من المهام والصعاب التي أواجهها في كل البطولات التي أشارك فيها، ولكنها في المقابل تعمل في الاتحاد السعودي ومسؤوليتها لا تقتصر علي فقط، فهي تسعى دائماً جاهدة للعمل ضمن منظومة الاتحاد السعودي بخبرتها لدعم جميع الفرسان والفارسات. هل وجدت أي معارضة من الدائرة المحيطة بك وأنت تشاركين في هذا الاولمبياد ؟ - بالعكس جميع أفراد عائلتي وقفوا معي، وأخص بذلك جدي الدكتور حامد المطبقاني الذي كان على اتصال دائم بي للاطمئنان على حالتي أيام البطولة ولقد غمرني بالتهنئة بعد تحقيقي للميدالية البرونزية إضافة إلى والدي وكل أقاربي كما أن والدتي تواجدت إلى جواري طوال الأيام الماضية وشدت من أزري كي أكون بطلة اولمبية ولله الحمد لم اخذلهم جميعاً. عند تحقيقك للميدالية الأولمبية؟ من تبادر إلى ذهنك؟ - أولاً أهدي هذه الميدالية لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وللنائب الثاني الأمير سلطان بن عبدالعزيز وللرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد ونائبة الأمير نواف بن فيصل ولوالدتي الغالية التي عانت معي طوال السنين الماضية منذ أن كنت في ال 4 من عمري من أجل أن تجعل مني بطلة اولمبية ولجدي الدكتور حامد المطبقاني الذي يساندني دوماً ولوالدي وأخيراً للشعب السعودي كافة. هناك بعض الانتقادات التي وجهت لك من البعض حتى أن منها ما وصفك بالمجاهرة بالمنكر؟ بماذا تعلقين عليها؟ - احترم كل من ينتقدني، ولدينا عقيدتنا السمحاء التي لا نستطيع أن نخالفها، ولكن ما قمت به أنا ليس مخالفاً فأنا شاركت وأنا متحجبة إضافة إلي إنني كنت أصلي وأصوم طوال أيام البطولة، كما أن الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم أوصى برياضة الفروسية، وأنا في الأخير إنسانة مسلمة افتخر بديني وشريعتي. هل لديك ما تودين إضافته؟ - أشكر صحيفة «الحياة» من كل أعماقي فقد غمرتني بالمتابعة والاتصالات الدائمة أثناء البطولة وهذا ليس بالمستغرب وحرصت على إجراء حواري الأول مع «الحياة» من باب رد الجميل لكم.