أعلن التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة أن قوة من الجيش العراقي يفوق قوامها 10 ألوية ستشارك في معارك تحرير الموصل من أيدي تنظيم «داعش»، في وقت أكدت الحكومة المحلية وضع «خطة متكاملة» تمهيداً لمواجهة التحديات المتوقعة عند إطلاق معركة استعادة المدينة التي أعلن منها التنظيم قيام «خلافته» في حزيران (يونيو) 2014. وقال جون دوريان الناطق باسم التحالف، في الموجز الصحافي الذي عقده في بغداد عبر دائرة تلفزيونية خاصة مع صحافيين في واشنطن مساء الخميس، أنه «سيكون هناك من 8-12 لواء من الجيش العراقي (اللواء يضم نحو 3 آلاف عسكري)، ونتوقع إشراك الشرطة العراقية لأنها ستكون جزءاً من جهد الحفاظ على الأمن حال تحرير المناطق والسيطرة عليها كي لا يستطيع داعش اختراقها». وأشار إلى أن «جميع تفاصيل عملية تحرير الموصل «يتم وضعها من قبل قوات الأمن العراقية، ونحن سنتابع خطتهم». وتوقع أن «يتراوح عديد مسلحي داعش داخل المدينة ما بين 3000 - 4500 بين عراقي وأجنبي». وفي ما يتعلق بالتعزيزات التي أعلنت وزارة الدفاع الأميركية إرسالها إلى العراق والمكوّنة من 615 عسكرياً، أوضح أن مجموعة منهم ستكون من القدرات الاستخباراتية. إلى ذلك، ذكرت وكالة «فرانس برس» أن ثماني طائرات «رافال» أقلعت من حاملة الطائرات «شارل ديغول» في شرق المتوسط لضرب أهداف ل «داعش»، وهذه ثالث مهمة لحاملة الطائرات الفرنسية ضمن التحالف الدولي ضد «داعش» والذي تقوده الولاياتالمتحدة منذ شباط (فبراير) 2015. وتأتي المشاركة الفرنسية في الضربات انطلاقاً من الحاملة «شارل ديغول» بعد ساعات من إعلان التحالف مقتل قيادي جديد في «داعش» بغارات أميركية على الموصل ليرتفع بذلك إلى 13 عدد قياديي التنظيم ممن قُتلوا في ضربات على هذه المدينة. وأعلن قائد فرق مشاة البحرية الأميركية «المارينز» الجنرال روبرت نيلر أن القيادة العسكرية لبلاده قررت إرسال طائرة حربية جديدة من نوع «اف 35» إلى العراق، لاختبار قدراتها واستخدامها في الحرب ضد «التنظيم الإرهابي». وذكر أن القرار اتخذ الثلثاء الماضي و «سترسل الطائرة إلى العراق بهدف ضرب التنظيمات الإرهابية، وذلك في إطار الاختبارات الأساسية لقدرات هذا النوع من الطائرات». وتوقع أن «هذه الطائرة قد تتحول إلى الذراع الضاربة للقوة الجوية الأميركية» في كافة أنحاء العالم. وفي اربيل، عقدت حكومة الموصل المحلية مؤتمراً حول مستقبل محافظة نينوى والتحديات السياسية والاقتصادية التي ستواجهها بعد طرد «داعش» منها. وقال رئيس المجلس بشار كيكي في كلمة الافتتاح في المؤتمر: «لقد وضعنا خطة مدنية متكاملة ستطبق مع بدء العمليات العسكرية وكذلك لما بعد تحرير الموصل من قبضة داعش». وكشف أن «الملف الأمني في المحافظة سيدار من قبل الشرطة المحلية حصراً، وستخرج جميع القوات المشاركة في عملية التحرير، ونحن نواصل لقاءاتنا مع البعثات الديبلوماسية الأجنبية في اربيل وبغداد لتحشيد الجهد الدولي لإنجاح العملية، خصوصاً فرنسا وألمانيا وأميركا». ودعا جميع الأطراف إلى «توحيد الجهود والمواقف وعدم التعامل بعقلية ما قبل تاريخ سقوط الموصل في العاشر من حزيران (يونيو) عام 2014». وأكد محافظ نينوى نوفل حمادي السلطان أن «المشاركين في هذا المؤتمر اتفقوا على توحيد الجهود حول مستقبل المحافظة، وإبعاد ملفها الأمني عن الصراعات والمصالح الحزبية، ومن ثم البدء بإعادة اللحمة الاجتماعية وإبعاد شبح الانتقام والثأر، وترسيخ حكم القانون في محاسبة المجرمين». ولفت إلى أن «المؤتمر يدعو المجتمع الدولي إلى دعم المحافظة في مجال إعادة الإعمار، كما يدعو الحكومة الاتحادية والتحالف الدولي لفتح باب التطوع أمام أبنائها للانضمام إلى سلك الشرطة والجيش». ويرجّح مسؤولون عراقيون وأميركيون أن تبدأ عملية اقتحام مدينة الموصل قبل نهاية العام الحالي، وسط غياب رؤية واضحة حول مستقبلها الإداري نتيجة الانقسامات بين الأطراف المحلية وأبرزها الخلافات بين اربيل وبغداد، ومشروع تقسيم المحافظة عبر استحداث محافظات جديدة. «البنتاغون» يأمل ب «غلّة» معلومات ضخمة واشنطن - أ ف ب - تأمل وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» بجمع «غلة» كبيرة من المعلومات عن تنظيم «داعش» بما في ذلك عن شبكاته في الخارج، بعد استعادة مدينة الموصل العراقية من أيدي التنظيم، وفق ما قال متحدث عسكري باسم التحالف الدولي الخميس. وكانت الولاياتالمتحدة أعلنت الأربعاء أنها سترسل 615 جندياً إضافياً إلى العراق، سيكون عدد كبير منهم عبارة عن خبراء استخبارات. وقال الكولونيل جون دوريان إن هؤلاء سيساعدون العراقيين على الاستفادة من المعلومات التي سيتم جمعها بعد الدخول إلى المدينة، في أسرع وقت ممكن. وأضاف الكولونيل في مؤتمر صحافي عبر دائرة الفيديو المغلقة من بغداد أنه «عندما يتم تحرير مدينة كالموصل، يمكن توقع غلة هائلة من المعلومات». ويتعلق الأمر بالدخول على وجه السرعة إلى الكومبيوترات والأقراص الصلبة ونواقل البيانات (يو أس بي) الأساسية التي كان يستعملها عناصر «داعش»، على غرار ما قام به التحالف بعيد استعادة مدينة منبج السورية. ووفق المتحدث، فقد تم جمع نحو 20 تيرابايت من المعلومات بعد السيطرة على منبج، التي كانت مركزاً لوجيستياً مهماً للتنظيم قرب الحدود التركية. وأشار دوريان إلى أن كل المعلومات التي تم جمعها حول شبكات التنظيم «أرسلت إلى أجهزة الاستخبارات في بلدان أوروبا الغربية»، للمساعدة في الجهود ضد الخلايا المحلية. ووفق «البنتاغون»، فإن الولاياتالمتحدة ستباشر «بسرعة كبيرة، خلال الأسابيع المقبلة» نشر العسكريين ال 615 الإضافيين في العراق. وسيتمثل جزء كبير من مهمتهم بتعزيز القدرات اللوجستية للجيش العراقي قبل معركة الموصل. ويجب أن يوفروا خصوصاً وسائل هبوط ليلية وفي الأحوال الجوية السيئة في قاعدة عين الأسد، في محافظة الأنبار، اضافة إلى تعزيز القدرات الجوية في قاعدة القيارة، التي انتزعت أخيراً من «داعش»، وتعد موقعاً استراتيجياً على بعد 65 كيلومتراً من الموصل.