شدد المرجع الشيعي علي السيستاني على ضرورة التزام الجميع القانون أو «مواجهة الفوضى»، فيما دعا رجل الدين محمد تقي المدرسي إلى تشكيل «محكمة دولية» لجرائم الإرهاب يكون مقرها في العراق، رافضاً استبعاد «الحشد الشعبي» (فصائل شيعية) من معركة تحرير الموصل. وشدد ممثل السيستاني في محافظة كربلاء رجل الدين أحمد الصافي، في خطبة الجمعة امس، على ضرورة «ضبط الأمور عن طريق القوانين»، محذّراً من أنه «في حال ضُرب القانون عرض الحائط أو لم نضع قانوناً أصلاً تتحول المسألة إلى فوضى». وأشار إلى أن «بعض الناس يشبّه الفوضى بأنها شريعة الغابة، ولكننا اذا دققنا نجد حتى في الغابة بين الحيوانات قوانين، وإذا لم يلتزم البشر القوانين سيتحول إلى أسوأ من شريعة الغاب ويرتكب كل الحماقات». وأضاف: «إذا لم يحترم الإنسان القانون لا يحترم نفسه وسيتجاوز ويعتدي لأنه آمن من العقاب، ولا بد من احترام القانون، وجزء منه المحاسبة وهي إما رقابة ذاتية أو خارجية، وإذا كان الضابط ذاتياً فهو أفضل أنواع الحساب الذاتي، وبخلافه فالإنسان يحتاج إلى ضبط خارجي بمؤسسة تراقب وكاميرات (للمراقبة). وإذا لم يكن هناك واعز ذاتي سيتملّص الإنسان من أي اعتبار ويخالف». ولفت الصافي إلى «أننا نتحدث عن ضابط عام يشمل كل شيء ... ولذلك فإن الالتزام بالضوابط والقوانين نجدها مهمة في الدول والمؤسسات والأنظمة، وإذا لم نلتزم تتحول المسألة إلى فوضى». أما المدرسي فدعا، خلال كلمته الأسبوعية في مدينة النجف أمس، الشعب العراقي «وقيادته الدينية والسياسية إلى تحمّل مسؤولية اجتثاث جذور الإرهاب من العراق ودول المنطقة والعالم». وقال إن «العراق، حكومة وشعباً، بما لديه من ثقل سياسي ومنهج ديني وسطي معاكس تماماً لمنهجية التكفير التي يعتمدها الإرهابيون، بإمكانه دحر الإرهاب أينما كان». وتابع أن العراق «نجح وخلال برهة قصيرة في تطهير الكثير من أراضيه من رجس الإرهابيين في الوقت الذي فشل آخرون، وكل ذلك يدفعه إلى تحمل مسؤولية التصدي للإرهاب إقليمياً ودولياً». وطالب المدرسي ب «تشكيل محكمة دولية لمواجهة الإرهابيين يكون مقرها العراق»، داعياً إلى «تحالف دولي واسع ضدهم (أي الإرهابيين) يشمل في ما يشمل الصين وروسيا وإيران وسائر الدول التي لم تثق بالتحالف الدولي (أي التحالف الذي تقوده اميركا) ضد الإرهاب ولذلك لم تتعاون لأنه تحالف يقتصر على دول من دون أخرى». وعن تحرير الموصل، قال إن «دعوتنا إلى مشاركة الجميع في مكافحة الإرهاب ولا سيما في تحرير نينوى تدعو ضمنياً إلى عدم استثناء أحد من أبناء الشعب من هذه المعركة». وزاد أن «الحشد الشعبي والحشد العشائري قاما بدور كبير بتحرير المناطق المختلفة»، وتساءل «لماذا نمنعهما من تحرير نينوى». وأعرب عن خشيته من أن «تكون الدعوة إلى منع الحشد من المشاركة في تحرير الموصل ذات أهداف سياسية غير واضحة للتمييز بين أبناء القوات المسلحة».