اعتبر المثقف السعودي الدكتور نبيل المحيش أن شهر رمضان أكثر ما يثير في النفوس والأذهان أزمنة الانتصارات العظيمة للأمة الإسلامية والعربية، وأنه أفضل وقت لمحاسبة النفس والتسامح والتواضع والإحساس بالفقراء، مشيراً إلى أن جدول أعماله اليومي ينقلب رأساً على عقب، ليسهر في الليل لقضاء غالبية أعماله الثقافية والاجتماعية. وأشار إلى أن هذا الشهر فرصة لازدياد مساحة قراءته، في استغلال فترة ما بعد الظهر والعصر غالباً، وأن أكثر الكتب التي تستحوذ على اهتمامه كتب الذكريات والسير الذاتية والقصص والروايات، وأنه انتهى أخيراً من قراءة كتاب «بعض الأيام بعض الليالي» للأديب والصحافي الدكتور عبدالله مناع، وقال: «هذا الكتاب سرد قصصي لمسيرة المناع في الحياة، وخصوصاً تجربته الصحافية الحافلة، ما جعلني أتوقف كثيراً أمام تجربته، حينما كان رئيس تحرير مجلة «اقرأ»، والتي تحدث فيها عن قصص إقالته منها ثلاث مرات، وكتبها بأسلوبه الرشيق وصراحته المعروفة». وأضاف أن ما نسمعه عن تكريس غالبية المثقفين قراءاتهم في التراث أو كتب الدين خلال شهر رمضان، والابتعاد عن الكتب ذات الطبيعة الإشكالية التي تسائل الكثير من المسلمات، ليس له حقيقة على أرض الواقع، مشيراً إلى أن القراءة في رمضان مثل القراءة في سائر الأشهر عند غالبية المثقفين، ما عدا الحرص على قراءة القرآن الكريم طلباً للأجر، وهذا ليس فيه تشويش في الرؤى المستنيرة، بل فيه انسجام مع المرجعية الإسلامية. وعن المقولة التي تصف المثقفين السعوديين بالشياطين طوال العام وتحولهم لملائكة في رمضان، قال: «المثقف واحد من البشر يعتريه الضعف والهوى كسائر أفراد المجتمع، ومن الطبيعي أن تزداد روحانيته في رمضان، وخصوصاً أنه ورد في الحديث الشريف أن الشياطين تصفَّد في رمضان». وعن ارتباط رمضان بموقف معين، ذكر أن كثيراً من الانتصارات العظيمة لأمتنا كانت في هذا الشهر، مثل معارك بدر وحطين وعين جالوت وأكتوبر، وأنها تؤكد أننا أمة يمكنها أن تنتصر، إذا أخذنا بأسباب النصر. وأضاف أنه يلاحظه على مواسم رمضان الأخيرة مقارنة بسواها في الماضي، أنها تأثرت بتقنية الاتصالات والكمبيوتر، خصوصاً في مجال تواصل الناس والأصدقاء، فأصبح كثيراً من الناس يكتفي بإرسال رسائل التهنئة برمضان، وقَلَّت الزيارات والمكالمات الهاتفية. وعمّا تعرضه الفضائيات من دراما ونقده لهذه المسلسلات، قال: «أسمع بوجود أعمال تاريخية ودراما أدبية فيها شخصيات مهمة مثل أبي الطيب وامرؤ القيس ونزار قباني، إلا أنني لا أشاهدها، لعدم وجود وقت فراغ، وان المسلسل الوحيد الذي أتابعه هو «طاش، كما أن الدراما التاريخية لا يمكننا أن نأخذ منها الحقيقة التاريخية كاملة»، ولفت إلى أنه لا يرى في توجه بعض الفنانين الكبار لغناء بعض الابتهالات الدينية، ولكنه لا يستمع لها، وأن جل ما يحرص على متابعته الأخبار والبرامج الوثائقية التي تعرض في قنوات الجزيرة والعربية وناشونال جيوغرافيك وأبو ظبي. وفي ما يخص أصناف الطعام المفضلة في هذا الشهر، ذكر أنه يحرص على تناول السمبوسة واللقيمات والعصائر وخصوصاً «الفيمتو» الذي يسميه بعضهم «الشراب المقدس» في رمضان، مشيراً إلى انه للأسف لا يتذكر أي شيء عن رمضان الطفولة.