لندن، اوتاوا، ويلينغتون، نيويورك - أ ف ب، رويترز - حذَّر تقرير وضعه مركز «رويال يونايتد سرفيسز انستيتيوت» المتخصص في قضايا الدفاع والأمن من ان حوالى 800 مسلم اصبحوا متطرفين على يد «جهاديين» في سجون بريطانية، قد يطلقون «موجة جديدة» من الارهاب الداخلي في السنوات الخمس او العشر المقبلة، ويشنون هجمات يصعب منعها. واشار التقرير الذي حمل عنوان «الإرهاب: الموجة الجديدة. التطرف الجهادي يتم بوتيرة سريعة جداً بحسب سلطات السجون»، الى احتمال تنفيذ السجناء غير المدربين جيداً عمليات بمفردهم، « ما يزيد من صعوبة تحديد الشرطة واجهزة الاستخبارات أماكن تواجدهم». واعتبر التقرير ان كل الشروط متوافرة لتنفيذ هذه العمليات في اي لحظة، علماً ان مسؤولين عن السجون يعتقدون أن معتقلاً واحداً من عشرة مسلمين سيصبح متطرفاً في سجون تخضع لحراسة مشددة. وربط التقرير سبب بروز اساليب جديدة في تنفيذ هجمات بظهور قادة جدد في تنظيم «القاعدة»، مثل رجل الدين الاميركي اليمني الاصل انور العولقي الذي يخطط لمؤامرات تجد اجهزة الأمن صعوبة متزايدة في احباطها. وأيَّد العولقي الذي يقيم في اليمن اطلاق ضابط اميركي فلسطيني الاصل متهم بقتل 13 جندياً في قاعدة للجيش الاميركي في تكساس في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009 ومحاولة نيجيري تفجير طائرة فوق ديترويت في 25 كانون الاول (ديسمبر) الماضي. وكانت هجمات انتحارية استهدفت وسائل النقل العام في لندن في السابع من تموز (يوليو) 2005 واسفرت عن مقتل 52 شخصاً، ثم احبطت مخططات اخرى في تنفيذ هجمات. وفي كندا، أكدت السلطات اتصال ثلاثة متهمين بتشكيل مجموعة ارهابية والتخطيط لتنفيذ اعتداءات باستخدام قنابل بين مطلع ايلول (سبتمبر) 2009 و24 آب (اغسطس) 2010، بزعماء في تنظيم «القاعدة» عند الحدود الافغانية الباكستانية، وحلفاء في ايران ودبي. ومثل مصباح الدين احمد (26 سنة) وهيوا علي زاده (30 سنة)، اللذان اعتقلا الاربعاء الماضي، امام القاضي في اوتاوا، وبدا ان علي زاده اضطلع بدور اهم على صعيد الاتصال بمجموعة ارهابية مرتبطة بالنزاع في افغانستان. وكشفت الشرطة ان المعتقل الثالث يدعى خرام شير من سكان مدينة لندن في اونتاريو. واوضحت الشرطة ان قرار اعتقال المجموعة اتخذ بسبب الحاجة الى «منع المشبوه علي زاده من تقديم دعم مالي الى شركاء ارهابيين للحصول على اسلحة كانت ستستخدم ضد قوات التحالف»، مشيرة الى ضبط وثائق لخطط واشرطة فيديو وتعليمات وكتب واجهزة تهدف الى تحضير عبوات ناسفة». وأكدت تلقي احد افراد المجموعة تدريباً اتاح له تعلم صنع عبوات. وابدى المجلس الاسلامي الكندي صدمته وحزنه بعد كشف المؤامرة. وقالت سلمى صديقي نائبة رئيس المجلس: «بعد اربع سنوات على اعتقال مجموعة ال18 في تورنتو عدنا الى نقطة الصفر»، في اشارة الى المجموعة الاسلامية التي خططت لتنفيذ اعتداءات ضد بورصة تورنتو وقاعدة عسكرية من اجل فرض انسحاب القوات الكندية من افغانستان. وشكرت صديقي الشرطة على «يقظتها وحمايتها لكندا من الارهابيين الجهاديين»، آملة في توفير محاكمة نزيهة للمتهمين «في اطار حماية حقوقهم الدستورية وافتراض انهم ابرياء». وفي نيوزيلندا، دان القضاء الصومالية عائشة علي عبدالله البالغة 36 من العمر بالسجن 9 اعوام لمحاولتها خطف طائرة عام 2008 وطعنها بسكين الطيار ومساعده واحد الركاب. وامرت عبدالله الطيار بالتوجه الى استراليا، وحين اخبرها الاخير ان الوقود لا يكفي لاجتياز المسافة امرته بتحيطمها في البحر. لكن الطيار تمكن من الهبوط بالطائرة في كريستشرش، وبعدما حط بسلام نجح بالتعاون مع مساعده في السيطرة على الخاطفة، ما ادى الى اصابتهما اضافة الى راكب بطعنات سكاكين. وخضع الطيار لعمليات جراحية عدة لاستعادة قدرته على استخدام يديه مجدداً. على صعيد آخر، صرح أحمد شريف، سائق سيارة الأجرة المسلم في نيويورك والذي طعنه راكب في رقبته ووجهه وكتفيه هذا الاسبوع، ان الاعتداء عليه كان بسبب ديانته، ولم يرتبط بالجدل الحامي الذي أثارته خطة بناء مسجد قرب موقع اعتداءات 11 ايلول 2001. وقال أحمد شريف البنغالي الاصل والبالغ 43 من العمر: «اشعر احياناً بقلق شديد خلال قيادتي سيارة الأجرة، وهو عمل أؤديه في نيويورك منذ 15 سنة». وبعدما التقى مع زوجته واولاده الأربعة عمدة نيويورك، مايكا بلومبيرغ، قال: «اشعر بأنني افضل حالا من السابق. رئيس بلديتنا مستمر في تقديم العون والحرص على أن أكون آمناً مع أسرتي». ويعيش في نيويورك حوالى 800 ألف مسلم، ما يشكل نسبة 10 في المئة من عدد السكان. و فيها نحو 100 مسجد. ودعا ديفيد باترسون حاكم نيويورك الى توخي الهدوء هذا الاسبوع وسط الجدل المتزايد بين انصار المركز الاسلامي المقترح ومعارضيه.