ينكب الاتحاد الأوروبي على معالجة مشكلة الغجر التي تقف عائقاً أمام انضمام بلدان أوروبا الوسطى اليه. خصوصاً المجر ورومانيا. وتتركز جهود الاتحاد على تمويل الخطط الهادفة الى انخراط الغجر في المجتمعات الأوروبية، عن طريق حضهم على دخول المدارس والجامعات وفتح أبواب العمل أمامهم ووضع التشريعات التي تحمي خصائصهم الاثنية والثقافية. وتختلف التقديرات حول عدد الغجر في كل من المجر ورومانيا، فبينما تقول الاحصاءات الرسمية ان المجر تضم حوالى 150 ألفاً منهم، تؤكد المصادر الغجرية ان اكثر من نصف مليون غجري يعيشون في المجر. اما في رومانيا فتقول الاحصاءات الرسمية ان فيها حوالى 400 ألف غجري، فيما تذكر المصادر الغجرية رقم المليون. وتعترف الدوائر المسؤولة في الاتحاد الأوروبي بأن حل مشكلة الغجر يحتاج الى عشرات السنين، لكن المهم هو الاعتراف بحجم المشكلة ووضع استراتيجية لحلها. فرومانيا مثلاً احتاجت الى ثلاث سنوات قبل ان تعلن عن التوصل الى اتفاق مع ممثلي الغجر في البلاد على وضع خطة وطنية. كان ذلك في العام 1998، واليوم، اي بعد أربع سنوات أصبح من الممكن رؤية أفراد من الغجر يعملون في دوائر الدولة، وشبان يدرسون في الجامعات. حتى ان الحكومة الرومانية وضعت قانوناً ينص على حجز مقاعد للغجر في الجامعات. وبعدما كان هناك بضعة طلاب من الغجر فيها في العام 1996، أصبح عددهم اليوم حوالى 800 طالب. الا ان الخطط الوطنية المدعومة أوروبياً لا تكفي لمحو العنصرية من المجتمع، فحصول الغجري على شهادة جامعية لا يعني انخراطه الفوري في سوق العمل. وفي كل حال أصبح الشبان الغجر على درجة عالية من الوعي في ما يخص مستقبل اثنيتهم، واذا كان أهلهم «يخجلون» من وضعهم المهمش في المجتمع، فإن الشبان المثقفين يعرفون كيف يدافعون عن هذا الوضع، لأنه يعني خصوصيتهم، مع تأكيد انفتاحهم على المجتمعات الأوروبية حيث يعيشون. غير ان هناك من يتخوف من «صحوة» الغجر اذا ظلت المجتمعات الأوروبية تضع العراقيل أمام انخراط الغجر فيها، فالشبان المتعلمون منهم هم الأكثر مواجهة لهذا الرفض، أي الاكثر معاناة، وبما انهم اكثر تمسكاً بهويتهم فلا بد ان يصبحوا اكثر راديكالية، وتأخذ المسألة حجماً أكبر عندما تكون المجر ورومانيا مدعوتين للانضمام الى الاتحاد الأوروبي في العام 2004. وفي مثل هذا الوضع تصبح صحوة الغجر تحدياً كبيراً لأوروبا.