أمرت السلطات الباكستانية أمس، بإخلاء ثلاث مدن مهددة بالفيضانات في إقليم السند (جنوب) يقطنها 400 ألف شخص، وذلك بعد فرار ملايين من سكان الإقليم خلال الأيام الأخيرة بسبب تحذيرات من سيول جديدة ناتجة من الأمطار الموسمية الغزيرة. وقال هادي باكش كالهورو، المسؤول الإداري في إقليم ثاتا الذي يبعد مئة كيلومتر شمال سواحل بحر عمان: «طلبنا من سكان سوجاوال وميربور باثورو ودارو المغادرة الى أماكن آمنة، بعدما جرفت الفيضانات سدوداً ضخمة حمت هذه المدن». وفي الشمال حيث المناطق الأكثر تضرراً على غرار وسط باكستان، سعت السلطات الى إخلاء مدينة كوبو سيد خان القريبة من شهدادكوت التي غادرها سكانها ال100 ألف قبل أيام. وقال ياسين شار المسؤول في المنطقة: «أجلي حوالى 90 في المئة من السكان، ويحاول المسعفون مساعدة سكان 25 بلدة مجاورة على الأقل، باستخدام مروحيات وزوارق تابعة للبحرية». وفي وقت ادت الفيضانات المستمرة منذ شهر الى تشريد اكثر من 5 ملايين شخص، تواجه منظمات الإغاثة المحلية والدولية صعوبات كبيرة في تأمين مساعدات ملائمة لهم وإنقاذهم من المجاعة وتفشي الأمراض والأوبئة. وأكد مسؤول أميركي بارز رفض كشف اسمه ان حركة «طالبان باكستان تعد لمهاجمة عاملين إنسانيين أجانب، بسبب رفضها وجودهم في البلاد، وكذلك مسؤولين فيديراليين وإقليميين في إسلام آباد» . وعلى رغم إعلان مسؤولين أميركيين ان «طالبان» لم تهاجم القوات الأميركية التي شاركت في الإغاثة خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، قال الجنرال مايكل ناغاتا ثاني، أعلى ضابط أميركي رتبة في باكستان: «يتأثر المدنيون الباكستانيون برؤية جنودهم يعملون الى جانب أميركيين، ويطيرون على متن المروحيات ذاتها ويعملون معاً في مواقع الهبوط»، علماً ان السلطات الأميركية أكدت ان مروحياتها أنقذت حوالى ستة آلاف شخص حاصرتهم سيول الفيضانات. على صعيد آخر، أعلنت السلطات في بنغلادش تضرر اكثر من 25 ألفاً من سكانها في شمال البلاد، بسبب فيضان انهار وتدفق سيول من الهند التي شهدت إجلاء 60 ألف شخص من منطقة لخيمبور الحدودية مع بنغلادش. وأشارت سلطات ولاية اسام الهندية الى ان السيول ما زالت تغمر بعض المناطق، مؤكدة ان اكثر من 70 في المئة من السكان لجأوا الى مخيمات نصبت على مرتفعات او مبانٍ حكومية.