أعلن نائب الرئيس الأعلى للتنقيب والإنتاج في شركة «أرامكو»، أمين الناصر، أمس أن الهبوط الحاد لأسعار الطاقة سيؤثر سلباً في الاستثمار في مشاريع النفط والغاز عالمياً وأن القطاع قد يُلغي مشاريع قيمتها نحو تريليون دولار على مستوى العالم خلال العامين المقبلين. وقال خلال مشاركته في مؤتمر في البحرين «التحديات خلال موجات الهبوط باتت اليوم أكثر تعقيداً (...) في هذه اللحظة يستعد القطاع العالمي لاحتمال إلغاء تمويلات رأس مالية قيمتها نحو تريليون دولار». وصرح للصحافيين بأن التريليون دولار تتضمن مشاريع ربما تؤجل فحسب ولا تقتصر على تلك التي قد تلغى نهائياً. وتابع: «وردتنا أنباء من القطاع عن أن هناك مشاريع مقررة بقيمة تريليون دولار ستلغى أو تؤجل خلال العامين المقبلين بسبب ما يحدث». وأفادت مصادر في القطاع بأن «أرامكو» جمدت نشاطات الاستكشاف والتنقيب عن النفط والغاز في المياه العميقة في البحر الأحمر، وعلقت خططاً لبناء محطة للوقود النظيف بكلفة بليوني دولار في كبرى مصافيها النفطية في رأس تنورة. واستبعدت تغيير خطط «أرامكو» هذه السنة على صعيد النفط، لكن لم تستبعد زيادة في عدد حفارات الغاز مع نمو الطلب المحلي. ولفت الناصر إلى أن «أرامكو» تدير حالياً 212 منصة حفر للنفط والغاز وهي لم تقرر بعد زيادة العدد هذه السنة، لكنها ستنتظر لمعرفة متطلبات الإنتاج. وطلبت «أرامكو» من شركات الخدمات النفطية العالمية خصماً بنحو 25 في المئة بسبب انحدار أسعار النفط. وأشار مصدر الى انهم «يريدون الاتفاق على خصم لفترة سنة». وأضاف آخر: «تراجع أرامكو خطتها لأعمال الحفر في شكل ربع سنوي في ضوء أسعار النفط». وقال الناصر في كلمة: «عندما تنخفض تكاليف الخدمات والمواد يصبح من المنطقي الاستفادة من تراجع الكلفة في ضوء محددات السوق»، مضيفاً: «هناك حاجة لقيام مزودي الخدمات بضبط الكلفة وتحسين الكفاءة وإدارة توقعاتهم بشأن الربحية من خلال خطة طويلة المدى». وأبلغ مصدر في القطاع وكالة «رويترز» بأن التوقعات الحالية تشير إلى أن عدد حفارات النفط التي تديرها «أرامكو» في الربع الثاني من العام الحالي سيبلغ 110 وعدد حفارات الغاز 96. وبالنسبة إلى الربع الأخي، تشير التوقعات إلى 108 حفارات نفطية و102 حفارتي غاز. إلى ذلك، أعلنت شركة «بريتش بتروليوم» (بي بي) اكتشاف غاز طبيعي في أعماق المياه قبالة مصر في شرق دلتا النيل، في ثاني اكتشاف كبير لها في هذه المنطقة حيث تقوم المجموعة النفطية البريطانية بعمليات تنقيب. والبئر المكتشفة «أتول-1» التي حفرت على عمق 6400 متر في المياه في منطقة التنقيب شمال دمياط على مسافة نحو 80 كيلومتراً قبالة مدينة دمياط الساحلية «بلغت عمق 6400 متر ودخلت طبقة غاز بسماكة 50 متراً تقريباً». والتنقيب في «أتول» يُفترض أن يكون أعمق بئر تحفر في مصر، وسيتواصل لبلوغ نحو ألف متر. وهو ثاني اكتشاف كبير للغاز تحققه المجموعة البريطانية في هذه المنطقة بعد اكتشاف «سلامات» في 2013 الواقع على بعد 15 كيلومتراً إلى الجنوب. وتراجع سعر خام «برنت» صوب 59 دولاراً للبرميل مع صعود الدولار وارتفاع مخزون النفط العالمي إلى مستويات قياسية بفعل تخمة المعروض، ما طغى على أثر التوترات في الشرق الأوسط وخطر تراجع الإنتاج في ليبيا والعراق. وانخفض «برنت» 35 سنتاً إلى 59.38 دولار، وتراجع الخام 4.6 في المئة الأسبوع الماضي في أكبر انخفاض له منذ الأسبوع المنتهي في التاسع من كانون الثاني (يناير). وارتفع الخام الأميركي خمس سنتات إلى 49.67 دولار للبرميل. ومن ليبيا، قال ناطق باسم «شركة الخليج العربي للنفط» (أجوكو) التي تدير ميناء الحريقة النفطي في شرق ليبيا، إن ناقلتي نفط حُملتا بشحنة من 600 ألف برميل من النفط الخام في الميناء. وأضاف «أن الميناء ينتظر الآن ناقلة ثانية لتحميل مليون برميل أخرى من النفط الخام». وتابع أن «أجوكو» تنتج ما بين 243 و245 ألف برميل يومياً من حقولها النفطية الأربعة العاملة. ولفت إلى أن «حقل البيضاء» أغلق بسبب انقطاع الكهرباء. كذلك أكد مسؤول نفطي أن ميناء الزويتية في شرق ليبيا يتوقع وصول ناقلة لتحميل 630 ألف برميل من الخام. وستكون هذه الناقلة الثانية التي تصل منذ استئناف العمل في الميناء في نيسان (أبريل) 2014 عقب حصاره من جماعة تسعى للحكم الذاتي لشرق ليبيا.