طرحت شرطة المنطقة الشرقية، حزمة إجراءات «احتياطية»، لتلافي ترويج عملات مزيفة، التي تكرر وقوعها خلال الفترة الماضية، وبخاصة في محافظة بقيق. فيما ألقت شرطة محافظة الخفجي القبض على مواطنَين، قاما بترويج عملات مزيفة من فئة ال500 ريال. وجاء إلقاء القبض عليهما بعد استهدافهما مجموعة من محطات الوقود في المحافظة. وفور توافر المعلومات لدى الجهات الأمنية، تم إعداد كمين للمشتبه فيهما، والقبض عليهما متلبسين في إحدى محطات الوقود. وعثر رجال الأمن بعد القبض عليهما وأثناء تفتيشهما، على مبالغ مالية، عبارة عن 22 ورقة من فئة ال500 ريال، جميعها مزورة. وتم الكشف عليها من خلال شعبة التزييف والتزوير في شرطة الشرقية. وأكدت الجهات الفنية أن العملات المضبوطة جميعها «مزيفة». ولا تزال التحقيقات جارية مع المتهمَين، لمعرفة مصادر تلك العملات، ليتم بعد ذلك إحالتهما إلى هيئة التحقيق والادعاء العام. بدوره، أوضح الناطق الإعلامي في شرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي، أن «قضايا تزييف العملات في المنطقة شهدت انخفاضاً بمعدل 55 في المئة خلال النصف الأول من هذا العام الجاري، مقارنة في العام الماضي»، مطالباً المحال التجارية كافة بالاستفادة من «جهاز كشف العملات المزيفة، للمساهمة في الحد من انتشار تلك العملات، وتفادياً لوقوع العاملين في فخ العملات المزيفة». وسجلت شرطة بقيق، تزايد البلاغات الواردة، حول العملات المحلية والأجنبية المزيفة لدى بعض المقيمين أثناء قيامهم بإيداعها، أو تحويلها من المصارف المحلية. ودعت «غرفة الشرقية» في تعميم وزعته على مشتركيها، بناء على تعميم وزارة التجارة والصناعة، إلى «تأمين أجهزة الكشف على العملات المزيفة في المحالات التجارية ومحطات الوقود، وإلزام المؤسسات والشركات بإيداع رواتب العاملين في حساباتهم المصرفية في شكل مباشر»، مستندة في ذلك إلى توجيهات النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز، لوزارة التجارة، ب«إلزام المحال التجارية ومحطات تعبئة الوقود بتأمين أجهزة كشف العملات»، و«حث وتشجيع المواطنين والمقيمين على استخدام البطاقات الائتمانية والشيك المصرفي في المعاملات التجارية، بدلاً من النقد الذي يتعرض للسرقة أو الضياع أو خلافه». ورصدت «الحياة» انتشار هذه الأجهزة في عدد من المحال، وبخاصة المطاعم ذات الفروع المتعددة، وكذلك بعض محال الملابس ومحطات الوقود في الدمام والخبر والظهران، وعلى الطرق السريعة، وبخاصة القريبة من مدينة بقيق. ويقول أسلم الرحمن، العامل في إحدى محطات الوقود: «مرت علينا أياماً، كنا نعثر فيها على ورقة نقدية أو أكثر في كل يوم. وغالباً ما تكون من فئة ال500 ريال. وكان صاحب المحطة يبلغ الشرطة بذلك، ولكنه عمد أخيراً، إلى شراء أجهزة الكشف عن العملات». ويعزو ناصر محمد، الذي يدير مؤسسة تعمل في بقيق، تزايد حالات العثور على عملات مزيفة في مدينته، إلى «كثرة العمال الوافدين في بقيق، لوجود شركات ومؤسسات متعاقدة مع أرامكو»، لافتاً إلى «سهولة تورط بعض العمال في نشاط ترويج العملات المزيفة، بحثاً عن الربح السريع، أو لسهولة تسويق هذه العملات عليهم، لعدم قدرتهم على التمييز بينها وبين الأصلية».