في خطوة تُعتبر الاولي في تاريخ الديبلوماسية الايرانية منذ ثلاثة عقود، عيّن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مدير مكتبه اسفنديار رحيم مشائي، وهو شخصية مثيرة للجدل، مندوباً خاصاً له لشؤون الشرق الاوسط. وتأتي خطوة نجاد في اطار تعيينه 4 ممثلين خاصين له في 4 قضايا مهمة بالنسبة الى ايران خلال المرحلة المقبلة، هم: حميد بقائي مساعده لشؤون منظمة التراث والسياحة، والذي عُيّن ممثلاً خاصاً في الشؤون الآسيوية، والسفير محمد مهدي اخوند زادة ممثلاً خاصاً في شؤون بحر قزوين، والسفير أبو الفضل زهرة وند ممثلاً خاصاً في الشؤون الافغانية. ويعكس ذلك أهمية الملفات الاربعة المذكورة، بالنسبة الى السياسة الخارجية الايرانية. وشدد نجاد، في رسالة تعيين الاربعة، على أهمية هذه المنطقة سياسياً وجغرافياً واقتصادياً، ما جعلها هدف «قوي الهيمنة» التي تريد السيطرة عليها، في شكل مباشر وغير مباشر، لتعزيز سيطرتها علي دول المنطقة ودعم وجود اسرائيل. ودعا الي «اتخاذ التدابير اللازمة والذكية، لتعزيز العلاقات الثقافية والسياسية والاقتصادية والامنية مع دول الشرق الاوسط، وتعزيز دور المنظمات الاقليمية، لمواجهة الأطماع التوسعية للقوي المتسلطة وابتزاز الثروات المادية والمعنوية للشرق الاوسط». ورأت مصادر ايرانية ان تعيينات مماثلة تتعارض مع عمل وزارة الخارجية، إلا ان الناطق باسم الخارجية رامين مهمان برست نفى ذلك، معتبراً انها تعكس أهمية هذه المناطق في سياسات الحكومة. وقال مصيب نعيمي مستشار مدير وكالة الأنباء الرسمية الايرانية (إرنا) ل «الحياة» ان تعيين مشائي يأتي في إطار التطوّرات التي يشهدها الشرق الاوسط، ورغبة نجاد في الإشراف المباشر علي علاقات ايران مع دول المنطقة، والتي اعتبر انها «دون المستوي المطلوب»، مشيراً الي رغبة الرئيس الايراني في التعاطي مع دول المنطقة في شكل جدي وبنظرة جديدة مختلفة. وبعيداً من حساسية المشهد الايراني الذي ظهر واضحاً خلال الاسابيع الاخيرة إزاء مشائي، إلا انه يُعتبر من أقرب الشخصيات السياسية الى نجاد، ويعكس تعيينه ممثلاً خاصاً للشرق الاوسط رغبة في معالجة مسائل هذه المنطقة وفي مقدمها القضية الفلسطينية. واستناداً الي الخلفية السياسية والامنية لمشائي، تعتقد مصادر انه يرغب في قراءة جديدة لعلاقات ايران مع دول الشرق الاوسط.