يعمل علماء الفضاء على ثلاثة مشروعات كبرى تعد بنتائج مذهلة يسعى الأول منها إلى كشف أسرار تكون مجموعتنا الشمسية، بينما يهدف الثاني إلى بناء «مستعمرة قمرية» يسكنها رجال آليون تمهيداً لمشروع استيطان المريخ. وتعد المستعمرة القمرية «مون فيلادج» أحد أكبر المشاريع المرتقبة، وهي فكرة روج لها الألماني يان فورنر منذ توليه إدارة «وكالة الفضاء الأوروبية» في تموز (يوليو) 2015. ويعمل فورنر على إقناع كل الأطراف الفاعلين في قطاع الفضاء في العالم بالاشتراك في بناء «مون فيلادج»، لتكون المحطة الفضائية البشرية التي تخلف محطة الفضاء الدولية الموجودة حالياً في مدار الأرض، والتي ستخرج من الخدمة في العام 2024. وقد يكون السكان الأوائل لهذه القرية القمرية رجالاً آليين توكل إليهم مهمة بنائها قبل أن ينتقل إليها الرواد. ومن شأن هذه القرية أن تشكل قاعدة متقدمة لإطلاق رحلات بعيدة المدى، مثل الرحلات المرتقبة إلى كوكب المريخ، أحد المشروعات الكبرى المرتقبة. ومنذ العام 1960، توالت المهمات الفضائية غير المأهولة إلى كوكب المريخ، للبحث في إمكان وجود آثار لحياة سابقة عمرت ذلك الكوكب الأحمر. ويتوقع أن يحط على الكوكب الروبوت التابع لمهمة «إكزومارس» المشتركة بين أوروبا وروسيا في العام 2020. وتعتزم «وكالة الفضاء الأميركية» (ناسا) إرسال رواد فضاء إلى سطح المريخ خلال العقد الثالث من القرن الحالي، وهي تجري حالياً تجارب تمهيدية واسعة النطاق لدرس الآثار النفسية والجسدية لهذا النوع من الرحلات الطويلة على رواد الفضاء. وتعمل شركة «سبايس أكس» الأميركية الخاصة على إرسال مركبة غير مأهولة إلى الكوكب في حلول العام 2018، لتكون نواة مشروع لاستعماره. غير أن «ناسا» لا تعمل بمفردها، إذ تخطط شركة «مارس ون» الهولندية الخاصة إلى مشروع لاستيطان للمريخ أيضاً، يقضي بإرسال متطوعين إلى الكوكب الأحمر في رحلة ذهاب من دون إياب. وحتى إذا بدا المشروع قابلاً للتطبيق من الناحية العلمية على رغم عقبات ينبغي تذليلها، فإنه يبقى مثيراً للجدل من الناحية الأخلاقية والقانونية. ويركز العلماء أيضاً في أحد أكبر مشروعاتهم في علوم الفضاء على اكتشاف أسرار تشكل المجموعة الشمسية، إذ انطلق المسبار الأميركي «أوزيريس ريكس» في التاسع من أيلول (سبتمبر) الجاري، متوجهاَ نحو الكويكب «بينو» الذي يتوقع أن يبلغه في العام 2018. وتعد الكويكبات أجراماً تعود إلى زمن تشكل المجموعة الشمسية قبل أربعة بلايين و500 مليون سنة، لهذا فإنها تحتوي على عناصر يمكن أن تساهم في تفسير كيفية تشكل المجموعة الشمسية. وتعتزم «ناسا» في العام 2022، انتزاع جزء من كويكب، لم تحدده بعد، من أجل وضعه في مدار القمر في رحلة تستغرق ست سنوات. وتأتي المهمة في إطار الأبحاث الجارية حول إمكان تعديل مسار جرم فضائي في حال شكل خطر الارتطام بالأرض.