ازد - حصة ابراهيم قبل عقد، بدأ مهندس أميركي تجاربه الأولية قبالة موقف سيارات منزله على كوب من البلاستيك، واليوم صار اختراعه جاهزاً للسفر في الفضاء وجمع الغبار من الأجرام الفضائية الصغيرة بحثاً عن أسرار الكون. والشهر المقبل، تطلق الوكالة الأميركية للطيران والفضاء (ناسا) مهمة «اوزيريس - ريكس» التي تبلغ نفقاتها 800 مليون دولار، متجهة الى الكويكب «بينو» لجمع غبار عمره أربعة بلايين و500 مليون سنة، في محاولة لفهم طريقة وصول العناصر الأساسية للحياة مثل الكربون والجليد، الى كوكب الأرض. ويقول ريك كونز مدير شركة «لوكهيد مارتن» الفضائية: «في 10 سنوات، تطور المشروع من قطعة بلاستيك الى ما هو عليه اليوم». وفي 8 ايلول (سبتمبر) المقبل، تنطلق المركبة الفضائية غير المأهولة البالغ وزنها طنين وحجمها حجم سيارة كبيرة، في صاروخ قاذف من طراز «اطلس 5»، من قاعدة كايب كانافيرال في فلوريدا في مهمة تستمر سنوات. والمحطة الأكثر دقة من هذه المهمة ستكون لدى وصول المركبة الى سطح الكويكب، حيث عليها أن تلتقط الغبار عن السطح من غير أن تحط عليه، وهي مهمة صعبة في ظل الجاذبية الضعيفة للكويكب. وللتعامل مع هذه الظروف، صمّم المهندس جيم هاريس المركبة «موكاف». في التجارب الأولى، كان جيم يستخدم كوباً من بلاستيك فيه ثقوب، ولدى وضع طرف الكوب باتجاه الأرض كان يعمل كضاغط للهواء يدفع الغبار الى الداخل. أما الاختراع النهائي «تاغسام»، فهو «سينزل ببطء باتجاه سطح بينو، وسيتصل بالسطح بضع ثوان ويستخدم الأزوت المضغوط لتسييل الغبار ودفعه الى الداخل»، كما يشرح الخبير كريستيان اوبينجي المشارك في المشروع. وإذا كانت المهمة ستنطلق في الأيام المقبلة، فإن بدء جمع العينات لن يكون قبل تموز (يوليو) 2020، إذ ينبغي على الخبراء اولاً تحديد المكان الأمثل لهبوط المسبار. ويقول دانتي لوريتا كبير الباحثين في مهمة «اوزيريس ريكس»: «تعلمنا كثيراً من مهمة ستاردست عن المذنبات، علماً أن مهمة اوزيريس ريكس ستحضر لنا عينات أقرب الينا، ونحن نبحث عن عينات تعود الى أول تشكل المجموعة الشمسية».