تفيد دراسة للأمم المتحدة بأن عدد المحتاجين إلى معونات إنسانية في الصومال، انخفض 25 في المئة، ما يوازي مليوني صومالي خلال الشهور الستة الأخيرة من السنة، ما يدل على أن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، باتت تتحسن. لكن التقرير الذي أصدرته «وحدة دراسة حالة الأمن الغذائي والتغذية» في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، وتتخذ «الوحدة» من العاصمة الكينية نيروبي مقراً لها، حذّر -، كما نقل موقع «فاو» الإلكتروني من روما -، من أن تنقلب بصورة عكسية، المكاسب -، التي تحققت بفعل هطول الأمطار الغزيرة في الصومال بما يفوق المعدل السنوي -، لتعزيز إنتاج الأغذية وتربية الثروة الحيوانية. واستناداً الى المستشار الرئيس ل «الوحدة» كراين مولوني، «فإن الوضع يشير الى حصول تحسن، لكن بقاء 27 في المئة من سكان البلاد في أزمة، يجعل الاحتياجات أمراً مهماً جداً. وإذا كانت التوقعات في شأن موسم الأمطار المقبل غير مشجعة، فإن عدد الأشخاص في حال أزمة سيرتفع مجدداً». ويذكر أن موسم الأمطار الطويل في الفترة من نيسان (أبريل) حتى نهاية حزيران (يونيو) كان جيداً، إذ سجلت مستويات تفوق المعدلات الاعتيادية في معظم أنحاء البلاد، ما عزز إنتاج الذرة وساهم في تأمين ظروف أفضل في قطاع الثروة الحيوانية الذي يتمثل فيه النشاط الاقتصادي الرئيس للصومال. فترات طويلة من الجفاف وتحققت النتائج بعد فترات جفاف طويلة أدت الى خفض حجم الإنتاج من المحاصيل وأهلكت المواشي ودفعت بنحو 42 في المئة من سكان الصومال البالغ عددهم 7,5 مليون نسمة، الى الوقوع في أزمة عام 2009، علماً أن الوضع تفاقم جرّاء ارتفاع أسعار مواد الغذاء وتصاعد مستويات انعدام الأمن المدني في البلاد. وقال مسؤول مكتب «فاو» في الصومال لوكا الينوفي: «نلمس مؤشرات إيجابية في قطاع الزراعة، على رغم أن الرعاة في أقاليم هيران الوسطى وأجزاء من الشمال سيحتاجون الى مزيد من مواسم الأمطار المواتية ليستعيدوا في شكل تام قطعانهم. ويقدر أن 40 ألفاً من الرعاة باتوا معدمين في أعقاب موجة الجفاف. والجدير ذكره أن «وحدة دراسة حالة الأمن الغذائي والتغذية» التي أنشأتها «فاو» لتزويد وكالات المعونات بيانات موثقة عن حالة الأمن الغذائي والتغذية من الصومال، أفادت بأن على رغم التحسن الطفيف في حالة التغذية في الجزء الشمالي من الصومال، فإن 90 في المئة من الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد في البلاد، ويقدّرون بنحو 35 ألفاً لا يزالون في المنطقة الجنوبية الوسطى التي تسودها نزاعات. مشردون داخل البلاد وسلطت الدراسة، موضوع البحث، الضوء على احتياجات السكان المشردين داخل الصومال، الذين أجبروا على التخلي عن منازلهم بسبب النزاعات في السنوات الأخيرة. وتقدر الأممالمتحدة أعدادهم بنحو 1,41 مليون. وأفادت «وحدة دراسة حالة الأمن الغذائي والتغذية» بأن بؤرة الأزمة الإنسانية ستبقى إلى حدٍ كبير في اقليم حيران والأقاليم الوسطى من الصومال، نتيجة آثار موجات الجفاف الطويلة وارتفاع أسعار مواد الغذاء وانعدام الأمن. وتُعد تلبية الاحتياجات الفورية للسكان في هذه الأقاليم أمراً ضرورياً لتفادي مزيد من التدهور. وتساعد «فاو» الصومال في تنفيذ 16 مشروعاً كلفتها 53 مليون دولار. ويمثل الاتحاد الأوروبي الجهة المانحة الرئيسة، ويساهم بأكثر من 30 مليون دولار، يليه البنك الدولي ب 7.9 مليون دولار وإسبانيا ب 3.7 مليون دولار، اضافة الى مانحين آخرين.