قُتل وأصيب العشرات من قوات الأمن العراقية و «الحشد الشعبي» في هجوم مفاجئ شنه «داعش» على مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، بعد يومين على خسارته بلدة الشرقاط، في وقت يسعى التنظيم أيضاً إلى إثارة الفوضى في مناطق حزام بغداد. وقالت مصادر أمنية في محافظة صلاح الدين إن سيارتين مفخختين انفجرتا قرب نقطة تفتيش في شمال تكريت، ما أدى إلى مقتل أكثر من 30 عنصراً من قوات الأمن و «الحشد الشعبي»، علماً أن الطرف الأخير يمسك بجزء كبير من الملف الأمني في المدينة. وأضافت المصادر أن الهجوم تم عبر انتحاريين كانوا يستقلون سيارتين مفخختين حاولتا الدخول الى المدينة، حيث قتل المهاجمون في طريقهم عدداً من الجنود حتى وصلوا إلى نقطة تفتيش رئيسية شمال تكريت فتم تفجير السيارتين. وأوضحت المصادر أن انفجار السيارتين تزامن مع مرور موكب قائد شرطة المحافظة اللواء الركن ضامن حميد درويش، ولفتت إلى مقتل ما لا يقل عن 8 مدنيين كانوا موجودين قرب مكان التفجير. وأعلنت وزارة الداخلية، من جانبها، مقتل وإصابة 21 شخصاً خلال التفجير الانتحاري. وأوضحت في بيان أن «اعتداء إرهابياً وقع بواسطة انتحاري يقود عجلة مفخخة، في سيطرة (حاجز أمني) الأقواس بتكريت، ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 13 آخرين، في حصيلة أولية لهذا الحادث». وفرضت قوات الأمن حظراً للتجوال في المناطق المحاذية للمدخل الشمالي لمدينة تكريت، فضلاً عن تنفيذ عمليات أمنية ومداهمات وتفتيش بحثاً عن جيوب محتملة لعصابات «داعش» الإرهابية. والتفجير هو الأول من نوعه الذي يضرب تكريت منذ تحريرها في نيسان (أبريل) من العام الماضي. وسيطرت فصائل «الحشد الشعبي» على الملف الأمني في محافظ صلاح الدين، وفرضت إجراءات أمنية مشددة للدخول إليها، وفاجأ التفجير كما يبدو قوات الأمن التي لم تكن تتصور قدرة «داعش» على شن هجمات كبيرة في مناطق آمنة بعيدة من الجبهات. وجاء الهجوم بعد يومين على خسارة «داعش» بلدة الشرقاط، شمال تكريت، ضمن حملة عسكرية لقوات الأمن للتقدم نحو مركز الموصل بعد اكتمال الاستعدادات العسكرية لها بإسناد من «التحالف الدولي» الذي نشر أمس وللمرة الأولى مقطع فيديو يظهر فيه جنود أميركيون وهم يطلقون قذائف من مدافع هاوزر، ما يؤكد مشاركة القوات الأميركية البرية في المعركة المرتقبة. وأعلنت «خلية الإعلام الحربي» في بيان أمس، أن «قطعات الفرقة المدرعة التاسعة واللواء 51 حشد شعبي، حررت قرية الخانوكة جنوب الشرقاط، ورفعت العلم العراقي فوقها»، وأضافت أن قوات الأمن حررت قرية جفر الحار ومشروع 555 للتصنيع العسكري جنوب الشرقاط». ويواصل طيران «التحالف الدولي» بقيادة الولاياتالمتحدة شن غارات مكثفة على الموصل تمهيداً للعملية العسكرية البرية المرتقبة، وقالت مصادر أمنية إن «طائرات التحالف قصفت فجراً محكمة شرعية تابعة لداعش داخل حي سكني في منطقة كراج الشمال وسط الموصل، ما أسفر عن مقتل عناصر من التنظيم إضافة إلى مدنيين تصادف وجودهم في موقع القصف». وعلى هامش الجدل الدائر حول دور القوات الكردية في معركة الموصل، قال قائد قوات البيشمركة شيخ جعفر مصطفى أمس، إن «قوات البيشمركة تتقدم في المناطق الكردستانية فقط، ومن غير الضروري أن تدخل هذه القوات إلى داخل مدينة الموصل». وشدد على ضرورة أن تكون هناك اتفاقية سياسية حول مدينة الموصل، بالإضافة إلى الاتفاقية العسكرية في خصوص استعادة المدينة من تنظيم «داعش». وأضاف أن «لجنة شُكّلت برعاية الولاياتالمتحدة بين أربيل وبغداد لحل أي مشكلة تحدث مستقبلاً بين الطرفين». إلى ذلك، تعرضت مناطق حزام بغداد الشمالية والجنوبية لتفجيرات بعبوات ناسفة استهدفت أرتال الجيش والشرطة في المنطقة بعد يوم على نشر «داعش» مقطع فيديو أظهر قتل عشرات الأشخاص قال إنهم جنود ومسؤولون محليون في شمال بغداد، لكن هيئة «الحشد الشعبي» قالت إن الصور التي ظهرت في الفيديو قديمة. وأفاد مصدر أمني في وزارة الداخلية أن عبوة ناسفة انفجرت صباح أمس قرب محال تجارية في قرية الحماميات التابعة لقضاء التاجي شمال بغداد وأسفرت عن مقتل شخصين وإصابة تسعة آخرين. وأضاف أن عبوة ناسفة ثانية انفجرت مستهدفة دورية للشرطة لدى مرورها في ناحية اليوسفية جنوببغداد وأسفرت عن مقتل أحد عناصرها وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة وإلحاق أضرار مادية بعربة الدورية.