مقديشو - أ ف ب، رويترز - شن مسلحون من «حركة الشباب المجاهدين» الصومالية المرتبطة بتنظيم «القاعدة» هجوماً على فندق يستضيف معظم النواب ومسؤولين حكوميين في أحد آخر معاقل الحكومة في مقديشو أمس، ما أدى إلى مقتل 30 شخصاً، بينهم ستة نواب على الأقل. ويأتي الاعتداء في اليوم الثاني لهجوم واسع النطاق تشنه «الشباب» على القوات الحكومية وقوات الاتحاد الأفريقي التي أرسلت أوغندا مئات الجنود لتعزيزها أول من أمس. وقال شهود إن مهاجمين يرتديان زي القوات الحكومية اقتحما بهو «فندق منى» وأطلقا النار على الحاضرين، قبل أن يفجرا نفسيهما فيما كان المبنى محاطاً بالقوات الحكومية. وأعلنت أجهزة الأمن اعتقال مهاجم ثالث في وقت لاحق. وأعلن نائب رئيس الوزراء عبدالرحمن حاج آدم ايبي «مقتل ثلاثين شخصاً، ستة منهم أعضاء في البرلمان وأربعة موظفون كبار في الحكومة». وأكد أن «الضحايا العشرين الآخرين مدنيون أبرياء سقطوا في هذا الحادث المروع»، لكن النائب محمد حسن قال من مكان الحادث إن المهاجمين «قتلوا 15 من أعضاء البرلمان». ويقع الفندق قرب «فيلا صوماليا»، مقر الرئاسة والبرلمان، في منطقة الجعاب التي يفترض أن الحكومة الانتقالية تضمن أمنها، لكن مصدراً أمنياً أقر بأن «أكثر من 300 من مقاتلي الشباب المسلحين يعتقد أنهم يعيشون في منطقة حيث يقع الفندق، ويتنكرون في زي مدني ويديرون أعمالاً تجارية صغيرة ويعملون في مطاعم ومحال مختلفة». وقام المهاجمان بتحطيم أبواب جميع الغرف في الفندق حتى أبواب المراحيض. وجال المسؤولون لتفقد المكان بعد الهجوم وأغلقوا أنوفهم لتجنب رائحة الأشلاء المتفحمة والدخان. وأعلن الناطق باسم «الشباب» علي محمود راجي في مؤتمر صحافي مسؤولية حركته عن الهجوم، معلناً بدء هجوم واسع النطاق «ضد الغزاة النصارى (في القوة الأفريقية) والحكومة الكافرة». وقال راجي: «نفذ المجاهدون عملية في فندق منى قرب تقاطع يوبسان الذي يقيم فيه أعضاء في البرلمان ومسؤولو استخبارات، ونجح شهداؤنا في قتل ما بين 60 و70 مسؤولاً حكومياً وأعضاء في البرلمان وضباط استخبارات وموظفين». وتجددت المعارك العنيفة فجر أمس بعد تهدئة قصيرة ليلاً على جبهات عدة، وأسفرت عن مقتل 29 مدنياً على الأقل وسقوط نحو 100 جريح، بحسب جهاز الإسعاف في العاصمة، كما اتهمت الحكومة «حركة الشباب» بقتل 15 مدنياً بقذائف هاون أطلقتها ليل الاثنين - الثلثاء على أحياء مأهولة في منطقة خاضعة لسلطة الحكومة، وسقطت إحداها على مخيم للنازحين. وأغلقت سوق البكارة التي تعتبر معقلاً للإسلاميين في جنوب العاصمة أمس، فيما تمركزت دبابات قوة الاتحاد الأفريقي على تقاطعات عدة شمال المدينة. وكان الاتحاد أعلن أول من أمس وصول مئات الجنود الأوغنديين الجدد إلى مقديشو لتعزيز قوة حفظ السلام ومساعدة الحكومة في معركتها ضد «الشباب». وأكد أنه حدد «هويات من يقفون وراء تدريب وتمويل الحركة... في قائمة تضم 2000 اسم».