باماكو، مدريد، واغادوغو - أ ف ب، رويترز - كشف وسيطان ماليان أن «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» تلقى «في المجموع ثمانية ملايين يورو» من الحكومة الإسبانية مقابل الإفراج عن الرهينتين الإسبانيين اللذين كان يحتجزهما، كما أكد أقارب عمر ولد حامة المدان بخطفهما وزميلة ثالثة لهما أفرج عنها قبل خمسة أشهر، الإفراج عنه في إطار الصفقة. وقال وسيط مالي شارك في عملية الإفراج عن الرهينتين روكي باسكوال وألبرت فيلالتا في الساحل: «من البداية إلى النهاية، تم في المجموع دفع ثمانية ملايين يورو لخاطفي الإسبانيين... يمكن القول إن الحكومة الإسبانية هي التي دفعت المبلغ، حتى لو لم تكن هي التي سددته (مباشرة)، عليها بشكل أو بآخر أن تسدد ديون البلدان والأشخاص الذين أنفقوا في هذه القضية». وأضاف: «أتذكر أنه خلال خطف الديبلوماسيين الكنديين، دفعت بلدان أفريقية أموالاً من أجل المفاوضات. وسددت كندا بعد ذلك تلك المبالغ، ودفعت الفدية إضافة إلى ذلك». وكانت «القاعدة» المغاربية أفرجت في نيسان (أبريل) 2009 عن الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى النيجر الديبلوماسي الكندي روبرت فولر وزميله لوي غاي اللذين خطفا في كانون الأول (ديسمبر) 2008 في غرب نيامي. وقال نائب في شمال مالي شارك أيضاً في المفاوضات من أجل الإفراج عن الرهينتين، إن «ثمانية ملايين يورو هو أيضاً المبلغ الذي أرجحه. تلك كانت كلفة العملية بالنسبة إلى الحكومة الإسبانية التي لم تتصرف كالبريطانيين الذين رفضوا دفع أموال. إسبانيا دفعت». وأفادت صحيفة «الموندو» الإسبانية أمس من دون ذكر مصادرها، أن الحكومة دفعت سبعة ملايين يورو مقابل إفراج «القاعدة» عن المتطوعين في منظمة «اكسيو سوليداريا» الكتالونية اللذين كان يحتجزهما التنظيم منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في الساحل. ولم تتحدث الحكومة الاسبانية عن أي فدية عندما أعلنت رسمياً الإفراج عن المتطوعين، كما نفت في شدة في آذار (مارس) الماضي أن تكون دفعت فدية للإفراج عن إليسيا غامث المتطوعة الأخرى في المنظمة غير الحكومية نفسها التي خطفت مع زميليها في تشرين الثاني (نوفمبر) في موريتانيا. وأكدت «القاعدة» المغاربية في رسالة صوتية إنها أفرجت عن الرهينتين الإسبانيين مقابل تلبية بعض مطالبها، من دون مزيد من التوضيح. واعتبرت الإفراج عن الإسبانيين «درساً لأجهزة الاستخبارات الفرنسية»، بعد فشل هجوم فرنسي - موريتاني في 22 تموز (يوليو) الماضي كان يهدف إلى الإفراج عن الرهينة الفرنسي ميشال جرمانو الذي تبنى التنظيم قتله بعد ذلك بثلاثة أيام، مؤكداً أن فرنسا شنت الهجوم فيما كانت تفاوض لإطلاق سراحه. وعاد الإسبانيان إلى مطار البرات في برشلونة خلال الساعات الأولى من صباح أمس، وكان في استقبالهما أفراد أسرتيهما وأصدقائهما وزملائهما وإليسيا غامث التي كانت خطفت معهما. وقال فيلالتا للصحافيين في المطار: «انه يوم عظيم بالنسبة لروكي ولي. إنه يوم مهم بحق بالنسبة إلينا لأننا احتجزنا تسعة أشهر في ظروف شاقة، لكننا الآن نتمتع بالحرية. أنا سعيد جداً». وأضاف: «عاملونا جيداً... كنا نعيش كما يعيشون ونأكل مما يأكلون وننام مثلهم. لكن الظروف كانت شاقة للغاية في وسط الصحراء. هم اعتادوها لكن نحن لم نعتدها». وكان رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري استقبل الاسبانيين. في المقابل، أفادت عائلة عمر سيد أحمد ولد حامة (52 سنة) الملقب «عمر الصحراوي» الذي اختطف الرهينتين الاسبانيين أنه تم الإفراج عنه. وقال محمد ابن عم عمر: «لقد افرج عن عمر قبيل الإفراج عن الإسبانيين، لقد رأيته بأم عيني». وأكد الإفراج عنه مصدر قريب من المفاوضات التي أدت إلى الإفراج عن الرهينتين. وقال: «صحيح أن الإفراج عن عمر سهّل الإفراج عن الرهينتين الإسبانيين. أستطيع حتى أن أقول لكم إنه شارك على الأثر في المفاوضات الرامية إلى الإفراج عنهما، وهذه نقطة غاية في الأهمية». ونقل «عمر الصحراوي» من موريتانيا إلى مالي في 16 آب (أغسطس) الجاري، بعد فترة وجيزة على تثبيت الحكم عليه بالسجن 12 عاماً مع الأشغال الشاقة لاختطافه الناشطين الثلاثة في موريتانيا، على الطريق بين نواكشوط ونواذيبو. واتهمه القضاء الموريتاني، بالعمل لحساب «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» التي دفعت له مقابل اختطافه الإسبان الثلاثة.