قبل شهر بالتمام من انتهاء فترة تعليق البناء في مستوطنات الضفة الغربية الذي أعلنته الحكومة الإسرائيلية قبل تسعة اشهر، بدأ حراك في الساحة الحزبية في إسرائيل في انتظار ما ستقرر مع انتهاء الفترة، فيما يهدد الفلسطينيون بالانسحاب من المفاوضات المباشرة في حال تم استئناف البناء. وسربت أوساط رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان لوسائل الإعلام العبرية بأن الأخير سينسحب وحزبه من الائتلاف الحكومي في حال قررت الحكومة مواصلة تعليق البناء، ما يهدد بفرط عقد الحكومة. وكان ليبرمان أول وزراء الحكومة الذي أكد ان البناء في المستوطنات سيُستأنف "بعد دقيقة من انتهاء فترة تعليقه (في 26 ايلول/ سبتمبر المقبل)" بداعي أن الفلسطينيين لم يستغلوا فترة التعليق لاستئناف المفاوضات وأنهم "لا يستحقون لفتات طيبة أخرى من دون مقابل جراء سلوكهم". وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن ليبرمان أوضح لرئيس الحكومة بنيامين نتانياهو أنه لن يسمح بأن يتواصل تعليق البناء، "حتى جزئيا" في اي من المستوطنات بما فيها المستوطنات "النائية" أي تلك التي بقيت شرق "الجدار الفاصل" في قلب البلدات الفلسطينية المفترض أن تنسحب منها إسرائيل في إطار اتفاق سلام وشرط موافقة الفلسطينيين على ضم الكتل الاستيطانية الكبرى التي ضمها الجدار، إلى تخوم إسرائيل في مقابل تعويض الفلسطينيين بأرض بديلة. وكان نتانياهو تذرع في لقائه الرئيس الأميركي باراك اوباما مطلع الشهر الماضي ب"الوضع الداخلي" لحكومته الذي يحول دون استئناف تجميد البناء، في إشارة إلى المعسكر المتشدد داخل حزبه "ليكود" الرافض تجميد البناء، وإلى شركائه في اليمين المتطرف. وتوقعت مصادر صحافية أن انسحاب "إسرائيل بيتنا" سيجر وراءه حزب "يهدوت هتوراة" الديني المتزمت ما سيؤدي إلى سقوط الحكومة. وبينما تؤكد أوساط ليبرمان أن تشدده في استئناف الاستيطان ناجم عن موقف أيديولوجي، وأن حزبه لن يقبل بوضع "تخنع فيه إسرائيل لمطالب الفلسطينيين"، أشار مراقبون إلى أن ليبرمان ينتظر "يوم الثأر" من نتانياهو في أعقاب الخلافات التي وقعت بينهما واتهام ليبرمان لرئيس الحكومة بأنه ليس راغباً في رؤيته وزيراً للخارجية فضلاً عن الخلاف حول الموازنة العامة التي لم تشمل البنود التي طالب بها "إسرائيل بيتنا". وقالت أوساط في "ليكود" إن ثمة خشية حقيقية من أن يقدم ليبرمان على خطوات تهز الحكومة "وهو معروف بأنه شخص غير متوقع، لا يكشف حتى لأوساطه القريبة مخططاته". يشار إلى أن ليبرمان انسحب في السابق من حكومتي أرييل شارون وايهود اولمرت تحت "أسباب أيديولوجية" أكسبته المزيد من الشعبية حتى أصبح حزبه ثالث أكبر حزب في إسرائيل (15 نائباً). وتعتمد حكومة نتانياهو على ائتلاف برلماني من 74 نائباً وفي حال انسحاب ليبرمان ستفقد الحكومة غالبيتها البرلمانية (59 من مجموع 120) وتصبح حكومة أقلية مهددة بالسقوط.