أكدت الولاياتالمتحدة تمسكها بحظر تحليق الطيران الحربي السوري في شمال سورية قبل أي تنسيق عسكري تبدأه مع روسيا لقصف تنظيمي «داعش» و «النصرة»، وذلك خلال جلسة صاخبة لمجلس الأمن تبادل فيها وزيرا خارجية البلدين، جون كيري وسيرغي لافروف، اتهامات بالغة الحدة. وجاء الجدل في نيويورك في وقت استهدفت عشرات الغارات مدينة حلب وريفها ليلة الثلثاء - الأربعاء، بعد يومين على إعلان الجيش النظامي انتهاء الهدنة. وفي مؤشر جديد إلى إمكان حصول تصعيد في شمال سورية، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن أكثر من 3 آلاف روسي وصلوا إلى السفيرة بريف حلب خلال الأسابيع القليلة الماضية بعدما جندتهم موسكو للقتال ضد «داعش» وفصائل أخرى. كما قُتل أربعة عاملين في منظمة طبية غير حكومية نتيجة غارة جوية استهدفت مركزاً طبياً في خان طومان بريف حلب الجنوبي، بعد يومين فقط من تدمير قافلة المساعدات غرب حلب. (للمزيد) وخرج الوزير جون كيري أمس عن نص كلمته في سجال مع نظيره سيرغي لافروف في مجلس الأمن، وقال: «إننا وصلنا إلى لحظة الحقيقة لجميع الأطراف بمن فيهم المعارضة»، مع تأكيده تمسك بلاده باتفاق وقف النار. وكشف السجال بين الوزيرين نقاطاً أساسية من الاتفاق التي يعتبرها الطرفان أساسية لتطبيقه، إذ شدد كيري على «ضرورة حظر الطيران الحربي السوري من التحليق في شمال سورية، وإيصال المساعدات الإنسانية، والتقيد 7 أيام بوقف النار، تبدأ بعدها الولاياتالمتحدةوروسيا تنسيق عملياتهما المشتركة ضد داعش والنصرة». وقال إن الرئيس باراك أوباما أعطى الأوامر للاستعداد الآن لبدء التنسيق العملياتي مع روسيا في سورية، مشدداً على «أننا جاهزون الآن». وأوضح كيري أن على الطائرات الحربية السورية أن تتوقف عن التحليق والقصف «لنتمكن من قصف داعش والنصرة»، مشدداً على انعدام صدقية دمشق لجهة التقيّد بقصف المجموعات المصنفة إرهابية وحسب. وقال إن هذه الترتيبات «يمكن أن تتم بالتوازي مع مفاوضات جادة ترتكز على أهداف بيان جنيف» التي «لا نزال نعتبر أنها الأهداف الصحيحة». ووضع كيري الرئيس السوري بشار الأسد و «النصرة» و «داعش» في الخانة نفسها واصفاً إياهم بأنهم «مقوّضون ومتضررون» من السير في العملية السياسية لتحقيق هذه الأهداف. وتوجه كيري إلى المعارضة السورية بالقول إن «بعض المجموعات من المعارضة تحالفت مع النصرة، والنصرة هي القاعدة في سورية ولا يمكننا أن نتجاهل هذه الحقيقة، وهي ترفض دوماً الحل السياسي وتمثل عدواً لنا جميعاً هنا». واعتبر أن «من يظن أن الأزمة السورية وصلت إلى أسوأ مراحلها فهو مخطئ»، في إشارة إلى أنها يمكن أن تزداد سوءاً. وقال كيري إن «الخيار الوحيد هو سياسي من خلال الجلوس إلى الطاولة مع (ستيفان) دي ميستورا وتطبيق وقف النار وتأمين المساعدات»، مذكراً نظيره الروسي بأنه وافق في جنيف على «وقف الأسد تحليق طائراته فوق المناطق المتفق عليها». ورد كيري على ما وصفه لافروف بأنها شروط مسبقة من جانب الولاياتالمتحدة بالقول إن «عدم قصف المستشفيات والمدنيين وقوافل المساعدات ليست شروطاً مسبقة بل هي اتفاقات دولية يتم انتهاكها في شكل متكرر». وقال: «كيف يمكن البعض الجلوس على الطاولة والتحدث فيما النظام السوري يقصف شعبه بالكيماوي». وقال لافروف إن الأولوية في تطبيق الاتفاق هي «فصل المعارضة عن التنظيمات الإرهابية في داعش والنصرة»، معتبراً أن المجموعات المعارضة لم تلتزم الاتفاق على سحب القوات إلى مسافة متساوية مع القوات الحكومية من طريق الكاستيلو، واستهدفت قافلة المساعدات لأن الطريق يقع في نطاق نيرانها. وقال إن بيانات وزارة الدفاع الروسية تؤكد أن أسماء المجموعات التي قدمتها الولاياتالمتحدة على أنها ملتزمة الاتفاق «انتهكت الاتفاق 300 مرة، وبينها تنظيم أحرار الشام». وأكد ضرورة العودة إلى مراجعة لائحة التنظيمات الإرهابية لإضافة تنظيمات جديدة عليها. وأشار إلى مقترح تمديد الهدنة 3 أيام مشترطاً أن يتقيد بالتمديد «كل الأطراف لأنه لن يتم من طرف واحد فقط، لأن التجارب السابقة أثبتت أن المجموعات الإرهابية تستخدم الهدنة لإعادة تعزيز قواتها». وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون افتتح الجلسة بالدعوة إلى استئناف المفاوضات على أن تركز الجولة المقبلة على «الانتقال السياسي، خصوصاً كيفية ممارسة السلطات من جانب هيئة الحكم الانتقالية، بما يشمل الرئاسة والسلطات التنفيذية الأخرى». وجدد الدعوة إلى مفاوضات تؤدي إلى تشكيل الهيئة ذات الصلاحيات التنفيذية الكاملة، مشيراً إلى أن مبعوثه دي ميستورا سيقدم إطار عمل جديداً للمفاوضات. وأكد بان أنه سيفتح تحقيقاً في استهداف قافلة المساعدات في حلب.