نظم «الحرس الثوري» الإيراني عرضين عسكريين في طهران وميناء بندر عباس في ذكرى اندلاع الحرب العراقية- الإيرانية (1980- 1988) استعرض خلالهما صواريخ متطورة، وذلك في حضور رئيس هيئة أركان القوات المسلحة محمد باقري وقائد قوات «الحرس» الجنرال محمد علي جعفري. وأتى العرضان العسكريان في وقت بلغ التوتر مع البحرية الأميركية ذروته في مياه الخليج، كما تزامنا مع وجود الرئيس الإيراني حسن روحاني في نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وجاء ذلك مع إعلان مجموعة «آرباص» لصناعة الطيران الأوروبية حصولها على أول إذن أميركي لبيع طائرات تجارية إلى إيران، فيما توقعت شركة بوينغ حصولها على إذن مماثل قريباً. وعرضت في طهران أمس، منظومة صواريخ «أس 300» التي اشترتها إيران من روسيا، إضافة إلى صاروخي «عماد» الباليستي الذي يبلغ مداه 1650 كيلومتراً ويطاول تل أبيب، و «ذو الفقار» الذي أفادت وكالة أنباء «تسنيم» التابعة ل «الحرس» بأنه يمتلك رأساً حربية انشطارية تمكّنه من إصابة أهداف متفرقة على الأرض، فيما أشار التلفزيون الإيراني إلى أن مدى الصاروخ «ذو الفقار» يصل إلى ألفي كيلومتر. وفي كلمة في المناسبة، قال باقري إن إيران ترصد كل تحركات العدو في المنطقة. واعتبر أن «شبكة الاستكبار والصهيونية تعيش اليوم ظروفاً صعبة، بسقوط الهيمنة الأميركية واهتزاز أركان الكيان الصهيوني». وخلال خطابه في بندر عباس، اعتبر جعفري أن البحرية الإيرانية تتصرف بمسؤولية لتعزيز الأمن في هذه المنطقة الحساسة، وأن «الرسائل التي تبعثها قوات الحرس الثوري في الخليج ومضيق هرمز تثبت دقتها ووعيها». وانتقد قائد قوات «الحرس» التواجد الأميركي «غير المسؤول» في مياه الخليج، داعياً الولاياتالمتحدة إلي عدم إهدار أموالها في المنطقة، وإذا كانت تريد المغامرة واستعراض العضلات فلتذهب إلي خليج الخنازير»، في إشارة إلى عملية إنزال أميركية فاشلة في هذا الخليج الواقع في المياه الكوبية في العام 1961. في باريس، أعلن ناطق باسم «آرباص» أنها «حصلت ليل الثلثاء– الأربعاء» على أول إذن من الولاياتالمتحدة لبيع إيران طائرات تجارية، في صفقة تراوح قيمتها النهائية بين 10 و11 بليون دولار وتشمل 118 طائرة. وأضاف الناطق أن مجموعة صناعة الطائرات الأوروبية تتوقع الحصول على إذن ثان خلال أسابيع لإتمام صفقة مع طهران تتطلب أيضاً ضوءاً أخضر أميركياً، نظراً إلى احتواء الطائرات الأوروبية على قطع أميركية. غير أن مجموعة «بوينغ» أفادت في بيان من مقرها في شيكاغو، بأنها تتوقع إذناً مماثلاً، وأشارت إلى أن «الحكومة الأميركية أصدرت ترخيصاً لآرباص ببيع طائرات إلى إيران، ونعتقد أن طلبهم الترخيص قُدم قبل طلبنا، وأن الحكومة تتبع سياسة ما يرد أولاً يصدر أولاً ونتطلع إلى تلقي ترخيصنا قريباً». وتحتاج إيران إلى 400 طائرة لإعادة بناء أسطول طائراتها التجارية بعدما وضع الاتفاق النووي مع الغرب حداً لعقود من العزلة التي كانت مفروضة على طهران.