ردت طهران على إعلان الجيش الأميركي إطلاق «الحرس الثوري» الإيراني صواريخ بالقرب من حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وسفينتين حربيتين كانت في طريقها لدخول الخليج السبت الماضي. واعتبرت القيادة العسكرية الإيرانية هذا الإعلان، «محاولة للضغط» على قواتها المتواجدة في المنطقة والتي «تقوم بواجبها في تنظيم دخول القطع البحرية وخروجها من مضيق هرمز». وقال مصدر عسكري إيراني ل «الحياة» أمس، إن قوات «الحرس» كانت تجري «تدريبات روتينية» وليس «مناورات حربية، في المياه الإقليمية الإيرانية». وفنّد المصدر قول ناطق باسم الجيش الأميركي إن القطع البحرية الأميركية أبلغت بمناورات إيرانية قبل فترة وجيزة من إطلاق الصواريخ، وقال: «أبلغنا القطع الأميركية في 26 الشهر الجاري (السبت) بضرورة توخي الحيطة والحذر للتمارين التي تقوم بها القوارب الإيرانية». وأكد أن «حاملة الطائرات الأميركية كانت في المياه الدولية، وأن القذائف الإيرانية وجهت على بعد 1300 متر في المنطقة الواقعة إلى يمين الحاملة وليس في اتجاهها ولا في اتجاه أي قطع عسكرية أو تجارية مبحرة في مياه الخليج». وأضاف أن «حاملة الطائرات الأميركية التي كانت ترافقها مدمرة أميركية وسفينة فرنسية، أبلغت بالتمارين الإيرانية، ولم يحدث ما يدعو للخشية لا من الجانب الإيراني ولا من الجانب الأميركي، وبالتالي فإن هذا الإعلان عن حادث بعد 4 أيام من وقوعه، هو محاولة للضغط على قواتنا البحرية». وانطلقت شرارة السجال بين الجانبين بعدما نقلت محطة «أن بي سي نيوز» عن مسؤولين عسكريين أميركيين مساء أول من أمس، إن قوات «الحرس الثوري» الإيراني، كانت تجري مناورة بالذخيرة الحية، وإن أحد الصواريخ اقترب نحو 1500 متر من حاملة الطائرات «هاري ترومان». وقال كايل رينز الناطق باسم القيادة المركزية الأميركية إن قوارب عدة تابعة ل «الحرس» أطلقت صواريخ «قرب» السفن الحربية والتجارية، ولم يقدم الجانب الإيراني إخطاراً بمناوراته إلا «قبل 23 دقيقة فقط». واعتبر الناطق أن «هذه الأفعال استفزازية للغاية وغير آمنة وغير مهنية، وتثير شكوكاً في التزام إيران أمن ممر مائي حيوي للتجارة الدولية». وأضاف أن الحادث وقع فيما كانت حاملة الطائرات الأميركية في طريقها لدخول الخليج عبر مضيق هرمز، في عملية مرور روتينية مع سفينتين حربيتين من التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة لدعم الضربات الجوية ضد متشددي تنظيم «داعش» في العراق وسورية. وأكد رينز أن «في حين أن معظم التداخلات بين القوات الإيرانية وقوات البحرية الأميركية، مهنية وآمنة وروتينية، فإن هذه الواقعة ليست كذلك، وتتعارض مع الجهود الرامية لضمان حرية الملاحة والسلامة البحرية في المياه الدولية». واعتبر قائد القوات البحرية التابعة ل «الحرس» الأميرال علي فدوي، أن القوات الأميركية بما تملك من إمكانات، تخشى القوارب الإيرانية السريعة التابعة لقواته، لأنها «تستطيع التحكم بمصير القطع العسكرية العملاقة». وكانت قوات «الحرس» أجرت الشتاء الماضي، مناورة لتدمير نموذج لحاملة الطائرات الأميركية «نيميتز»، وذلك من خلال قصف بأربعة صواريخ و400 قذيفة مدفعية.