تحدى خمسة رياضيين عراقيين إعاقتهم والظروف المادية الصعبة المحيطة بهم وتمكّنوا من حصد خمس ميداليات بينها ذهبيتان في منافسات دورة الألعاب البارالمبية التي اختتمت في ريو دي جانيرو، في الوقت الذي عجز فيه مواطنيهم الأسوياء من تحقيق ظهور جيد في ألعاب ريو الأخيرة. وشارك المئات من العراقيين أمس (الثلثاء) في استقبال لافت لهؤلاء الرياضيين من ذوي الإحتياجات الخاصة العائدين من البرازيل يتقدّمهم وزير الشباب والرياضة العراقي عبد الحسين عبطان. وخلال استقبال البعثة العراقية المشاركة في أولمبياد البرازيل لألعاب ذوي الإحتياجات الخاصة، قال الوزير العراقي "ما حققه الرياضيون المعاقون يعدّ مفخرة للرياضة العراقية، وافتخر بهم كثيراً، فهم أبناء بلدي ورفعوا علمه في أكبر محفل". وحصل خمسة رياضيين ضمن البعثة العراقية التي ضمت (16 رياضياً) في ألعاب رفع الأثقال وألعاب القوى والمبارزة والسباحة، منها ذهبيتان واحدة في مسابقة رمي الكرة الحديد حصدها جراح نصار وهو من فئة قصار القامة، وكذلك زميله كوفان حسن من الفئة ذاتها أحرز ذهبية رمي الرمح ضمن منافسات العاب القوى. أما الفضيات الثلاث، فتوزعت على مسابقات رفع الأثقال والمبارزة ورمي الرمح أحرزها كل من رسول كاظم وعمار هادي وولدان نزار على التوالي. وأضاف وزير الشباب والرياضة العراقي "على الرغم من الأموال القليلة، كانت تحدّيات هؤلاء الرياضيين كبيرة واثبتوا قدرتهم على تحدي الإعاقة وكل الظروف الصعبة من أجل انتزاع إنجازات تسجّل للعراق"، لافتاً إلى أنه "كنا نتمنى أن يحقق الرياضيون الأصحاء نتائج جيدة في البرازيل ونأمل أن تخطّط اللجنة الأولمبية العراقية خلال السنوات الأربع المقبلة لمشاركة أفضل في دورة الألعاب الأولمبية المقبلة". واعتبر رئيس البعثة العراقية المشاركة في أولمبياد البرازيل لذوي الإحتياجات الخاصة خالد رشك الحفاوة اللافتة في استقبال البعثة "أمر يبعث على الشعور بأننا فعلاً حققنا إنجازاً رياضياً دفع العراقيين للمشاركة في هذا الإستقبال غير المسبوق". ووفق بيان لوزارة الشباب والرياضة العراقية، قرّرت الحكومة العراقية منح الرياضيين الخمسة أصحاب الميداليات قطع أراض لإنشاء دور سكنية لعوائلهم تقديراً للإنجازات التي حققوها. كما أعلنت الوزارة عن منح صاحب الميدالية الذهبية مبلغاً مالياً قدره عشرة ملايين دينار، ما يقارب نحو تسعة آلاف دولار، وخمسة ملايين دينار لصاحب الميدالية الفضية. وقال صاحب ذهبية رمي القرص جراح نصار إن "مساندة وزارة الشباب والرياضة ودعمها للرياضيين المعاقين كان وراء هذا الإنجاز، وما يسعدنا أكثر هو أنّنا ذكّرنا العالم بأن الظروف المعقدة والعقبات لم تستطع أن تقف بوجه العراقيين مهما ذاقوا من مرارة المعاناة". يذكر أن نصّار الذي عيّن العام الماضي لكي يدير قاعة رياضية صغيرة في مدينة الناصرية جنوب البلاد، سجّل رقماً عالمياً جديداً في مشاركته الأخيرة في مسابقة رمي الكرة الحديد قدره 10.76 م، ناسخاً الرقم العالمي الذي انتزعه من أحد الرياضيين الروس في بطولة العالم التي أقيمت في العاصمة الدوحة العام الماضي وقدره 10.66 م. وتحسّر صاحب فضية رفع الأثقال رسول كاظم على ضياع ذهبية هذه المسابقة، مشيراً إلى أن "أشياء كثيرة تتعلّق بالحكام وبالحظ تحول دون تحقيق أفضل مما تحقق عموماً عدنا بميدالية وهذا شيء مهم". ونصبت داخل صالة مطار بغداد الدولي صور كبيرة تعود لهؤلاء الرياضيين الخمسة يبدو أنها تهدف إلى لفت الأنظار إليهم والى مستوى الإنجاز الذي حققوه في البرازيل.