أعربت الجامعة العربية عن قلقها البالغ من «تفسير إسرائيل» الذي تدخل على أساسه المفاوضات المباشرة، ورأت أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى الدخول مجدداً في دائرة مفرغة من المفاوضات التي لا تحقق الهدف المطلوب، ودعت الدول العربية وكل الدول المعنية إلى التنبه لذلك، مشيرة في هذا الصدد إلى الرسالة التي وجهتها لجنة مبادرة السلام العربية إلى الرئيس باراك أوباما والتي طالبت بتحديد المرجعية والإطار الزمني وتهيئة المناخ اللازم للمفاوضات. وشرح مسؤول في الجامعة ل «الحياة» أن ذهاب الجانب الإسرائيلي إلى واشنطن تلبية لدعوة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على أساس مفاوضات من دون شروط يعد تفسيراً إسرائيلياً خاصاً لمسألة اطلاق المفاوضات التي وافق عليها الجانب الفلسطيني على أساس بيان اللجنة الرباعية الأخير. وشدد على أن هذا الخلط يدمر المفاوضات قبل أن تبدأ. وأكدت الأمانة العامة للجامعة العربية في بيان أمس أن الموقف العربي من النزاع العربي - الإسرائيلي كان ولا يزال يستند إلى مبادرة السلام العربية والأسس والمتطلبات التي نصت عليها لتحقيق السلام العادل والشامل لهذا النزاع والحفاظ في إطاره على الحقوق العربية المشروعة، وعلى رأسها حقوق الشعب الفلسطيني. وأشار البيان إلى أن عملية التفاوض أطلقت أكثر من مرة خلال العقدين الماضيين ومنذ مؤتمر مدريد خصوصاً، ولم تصل إلى تحقيق السلام المنشود بسبب المواقف والممارسات المعروفة لحكومات إسرائيلية متتابعة. وأوضح أنه منذ تولي الإدارة الأميركية الحالية مسؤولياتها وظهور الاهتمام الخاص للرئيس أوباما بتحقيق السلام في الشرق الأوسط في إطار زمني قريب ومحدد، حرصت الجامعة العربية على التجاوب مع هذا التوجه مع العمل على أن يكون لاستئناف عملية التفاوض المقومات اللازمة للنجاح من خلال الاتفاق على مرجعيتها والتأكد من عدم السماح بالاستمرار في تغيير الأوضاع في الأراضي المحتلة، ومن ثم طالبت كسياسة ثابتة بوقف الاستيطان ووقف الممارسات غير المشروعة في القدسالمحتلة، وأكدت أن استمرار هذه السياسات ينزع الجدية عن أي عملية تفاوض. وذكر بيان الجامعة العربية أن بيان الرباعية الأخير تضمن عناصر إيجابية مرحباً بها، منها تأكيد التزام ما جاء في بياناتها القائمة وآخرها بيان موسكو في آذار (مارس) الماضي. وأعربت الجامعة العربية عن تقديرها للجهود التي قام بها أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والمبعوث الاميركي جورج ميتشيل وإصرارهم على إحداث تقدم ملموس نحو تحقيق السلام. وذكرت أن الأمانة العامة تدرك حجم الحركة الدولية في الدفع نحو المفاوضات المباشرة، وتعلم بحجم الضغوط التي مورست في هذا الإطار.