فيما تستعد القوات العراقية لتسلم مهامها من الجيش الأميركي نهاية الشهر الجاري، هناك عدد من عناصر الاجهزة الامنية يعملون في وظائف وأعمال اخرى، ويوصفون بأنهم «الجنود الفضائيون» يقصدون الوزارات مرة كل شهر لتسلم مرتباتهم من دون ان يؤدوا أي عمل. و»الجندي الفضائي» لا يتسلم مرتباً كاملاً بل نصفه ويذهب النصف الآخر رشوة للضابط، آمر الوحدة العسكرية الذي يسهل له الإنضمام الى الجيش او الشرطة ويغطيه كي لا تشعر القيادات العليا بعدم وجوده. ويوضح احد «الجنود الفضائيين» ان «ضابطاً في الشرطة الاتحادية عرض عليه التطوع»، وانه لم يفكر يوما من الايام بالعمل في صفوف الاجهزة الامنية «بسبب خطورة الاوضاع التي تمر بها البلاد». وقال ان «الضابط تعهد لي عدم الخضوع للتدريب أو الإلتحاق بالخدمة مقابل حصوله على ثلثي المرتب وبعد مفاوضات قبل بالنصف». ويتقاضى عناصر الشرطة الاتحادية (الحرس الوطني سابقا) 750 دولاراً حداً ادنى شهريا، فيما يتقاضى الشرطي المحلي 650 دولاراً، ما دفع بآلاف من العاطلين عن العمل الى التطوع. وكان نحو 200 متطوعً في الجيش قتلوا أواصيبوا ،عندما فجر انتحاري حزاما ناسفاً داخل مكان تجمعهم في باب المعظم الثلثاء الماضي، ما استدعى قرارا حكومياً باعتبار المتطوعين الجرحى والقتلى مقبولين في صفوف الجيش. ويرفض «الفضائي» كما يطلق على نفسه كشف عمله الحالي لكنه يؤكد انه يعمل في جهة حكومة اخرى غير امنية. ويضيف ان «الحالة الاقتصادية الصعبة دفعت الكثيرين الى اتباع الطريقة ذاتها للحصول على وظائف، الى جانب الوظيفة الامنية في محاولة لرفع متسوى الدخل». ويبدو ان مصطلح «الجندي الفضائي» اصبح واسع الانتشار، ويؤكد العريف في اللواء السابع جاسم علي انه صادف اثناء عمله في منطقة الكرادة العديد من هؤلاء ولكن «لا يمكن التعرض لهم فهم من منتسبي الاجهزة الامنية ولا توجد تعلميات بمتابعتهم». ويضيف: «يبرز لنا العديد من سائقي السيارات هويات وبطاقات تعريف تثبت انهم من منتسبي اجهزة امن مختلفة ولكن عند سؤالهم عن اسماء ضباط في وحداتهم او عن مفردات عسكرية بسيطة لا يعرفون الاجابة حينها نعرف انهم فضائيون». ويشير الى ان «ملاحقتهم تقع على عاتق الانضباط العسكري أو شؤون الداخلية وهي جهات رقابية على قوات الامن». يذكر ان حالة مشابه لحالة «الجندي الفضائي» انتشرت في فترة نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسن وأطلق عليها اسم «الجندي المتبرع» وتشمل منح آمر الوحدة العسكرية اموالاً مقابل الحصول على اجازات طويلة. وكانت وزارة الداخلية كشفت ملفات فساد داخل الوزارة، وأكد وزير الداخلية العراقي جواد البولاني وجود اكثر من 70 الف درجة وهمية رصدت بين منتسبي شرطة الحمايات( fbs ). كما أكدت «هيئة النزاهة» أن أكثر من 10 آلاف يتقاضون رواتب من شبكة الحماية الاجتماعية.