أكد حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة أن لبنان «لن يواجه أزمة في حال لم تحصل انتكاسات أمنية أو سياسية». وأكد أن «لا إحصاءات دقيقة عن عودة لبنانيين عاملين في الخارج»، موضحاً أن لبنان «لم يشهد عودة كثيفة أو طلباً كبيراً على التوظيف في الداخل بحسب معطيات أوساط مجتمع الأعمال». وأعلن أن الأوضاع «لا تزال إيجابية»، كاشفاً أن «ميزان المدفوعات سجل فائضاً في شباط (فبراير) الماضي بلغ 318 مليون دولار، ووصل الفائض التراكمي للشهرين الأولين من السنة الحالية إلى683 مليوناً». ولفت سلامة في مؤتمر صحافي عقده أمس بمشاركة الأمين العام لجمعية مصارف لبنان مكرم صادر والمدير العام لمجموعة الاقتصاد والأعمال رؤوف أبو زكي، لإعلان عقد منتدى الاقتصاد العربي في دورته ال 17 في الثاني والثالث من نيسان (إبريل) المقبل في فندق إنتركونتيننتال فينيسيا في بيروت، برعاية رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، أن المنتدى «بات محطة أساسية في برامج النافذين والمسؤولين في العالم العربي وهو يتوسع إلى خارجه». وأضاف سلامة أن «نسب التضخم في لبنان تقل عن 4 في المئة، وسجلت الشهر الماضي 2.6 في المئة». ولفت إلى أن مؤشر البنك المركزي اللبناني للنشاط الاقتصادي في الشهرين الأولين من السنة، «يظهر أن معدل النمو الحقيقي سيكون في حدود 4 في المئة»، مرجحاً احتمال تخطيه. وأعلن أن التحويل من الدولار إلى الليرة اللبنانية «لا يزال مستمراً وباتت الدولرة 68 في المئة، كما لا تزال الفوائد مستقرة وستستمر بسبب الثقة في السوق على العملة اللبنانية»، وأوضح أن «لا تقلبات منتظرة ويمكن حصول تراجع تدريجي في معدلاتها خلال هذه السنة، لكن بنسب طفيفة». وتحدث صادر عن ضرورة التركيز على الاستثمار إذ «نحتاج إلى دور فاعل للقطاع الخاص في لبنان، لبلوغ معدلات نمو 4 في المئة أو أكثر، إزاء وضع المالية العامة للدولة وانعدام المرونة في تدخل الدولة في الاقتصاد». واعتبر أن القطاع الخاص غير المقيم يمثل «رافداً أساسياً للاستثمارات إضافة إلى مجتمع الأعمال العربي». ورأى أن المؤتمر «طريقة للترويج للاستثمار في لبنان ليتمكن من تحقيق معدلات نمو مرجوة خلال هذه السنة». وأوضح أبوزكي أن المنتدى يركز في دورته المقبلة على عرض «نتائج الأزمة العالمية عربياً وسُبل مواجهتها، وسيكون لبنان حاضراً في تجربته المالية والنقدية والمصرفية المميّزة التي باتت تشكّل نموذجاً يحظى باهتمام وتنويه دوليين». واعتبر أن استمرار المنتدى «يؤكّد أهميته بالنسبة إلى الحكومات والمستثمرين ورجال الأعمال بما يوفره من منبر للتلاقي والحوار وتبادل المصالح والآراء والخبرات، ومن فرص لترويج مناخ الأعمال والاستثمار في البلدان العربية». ولفت إلى أن المنتدى «سيكرّم شخصيات قيادية تميزت في مجالات عملها ومسؤولياتها، وفي مقدمهم الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس وزراء الأردن نادر الذهبي والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ومحافظ بنك الكويت المركزي الشيخ سالم عبد العزيز الصباح.