شهدت سوق السيارات الجديدة والمستعملة حالاً من الركود والانخفاض في الأسعار منذ مطلع العام الحالي، ما دعا وكلاء السيارات إلى الاستمرار في عروض موسم شهر رمضان حتى موسم الحج، وتقديم بعض المميزات والهدايا لجذب أنظار المشترين، وخفض الأسعار من جانب أصحاب المعارض. وجالت «الحياة» في عدد من معارض ووكالات السيارات المنتشرة في الرياض مستطلعةً أراء أصحاب المعارض الذين أكدوا أن حركة البيع والشراء تشهد حالاً من الركود وشح الطلب وعدم الشراء غير المسبوق. وفي ظل العزوف وعدم المقدرة على الشراء، اضطر أصحاب المعارض إلى خفض أسعار السيارات الجديدة من 10 إلى 15 في المئة من قيمة السيارة، وتقديم تسهيلات إضافية، كإجراءات تسجيل السيارة وتركيب اللوحات ومعاملات إدارة المرور بشكل مجاني. فيما استمرت وكالات السيارات في تقديم العروض التحفيزية والمسهلة للشراء، لتحريك السوق وجلب أكبر عدد من المشترين، إذ تنوعت التسهيلات والعروض المقدمة ما بين الاسترداد النقدي الذي وصل إلى نحو 10 آلاف ريال، أو تقديم صيانة مجانية لستة أعوام، أو تقديم قيمة 15 ألف ريال لمستلزمات السيارة الكمالية لغرض التزيين. وأوضح مشرف صالة أحد الوكالات أن نسبة البيع منخفضة ولا تميل للاستقرار، على رغم تقديم التسهيلات الممكنة، ما دعا الشركة المصنعة إلى خفض التوريد لهم، والتوجه إلى إنتاج السيارات الصغيرة الاقتصادية. وأكد أصحاب معارض السيارات المستعملة انخفاض مبيعاتها بنحو 30 في المئة، وقابلة للتفاوض في زيادة النسبة، لتصل أحياناً إلى أكثر من 50 في المئة. وأوضح عدد من وكالات وأصحاب معارض السيارات أن الشبان في مقتبل العمر توجهوا في الفترة الأخيرة إلى شراء السيارات الصغيرة الاقتصادية بالتقسيط أو التأجير المنتهي بالتمليك، ذات الكلفة القليلة والاستهلاك البسيط، لعدم وجود السيولة الكافية لديهم لشراء سيارات تقارب وتتجاوز قيمتها 100 ألف ريال، إذ تراوح قيمة السيارات الاقتصادية الجديدة بين 30 و50 ألف ريال. وتوجه الشبان إلى شراء المركبات الاقتصادية في المدن الرئيسة، خصوصاً في الرياض والمنطقة الشرقيةوجدة، فيما يتجه سكان المحافظات والقرى إلى السيارات ذات الطابع البري، مثل (الهايلوكس) و(الشاص)، لمواكبة الطبيعة الجغرافية. وأكد عدد من المواطنين ل«الحياة» أن أسعار السيارات في المملكة مبالغ فيها بدرجة عالية، مطالبين بفتح السوق للأفراد بالشراء، أو جلب الشركات المصنعة، مع عدم تعديل الوكيل على مواصفات السيارة. وقال أحد المشترين يدعى خالد المطلق: «أنا كشاب (26 عاماً) ليس بمقدوري شراء سيارة مناسبة بحكم أن أسعارها تصل إلى نحو 80 ألف ريال، وهي السيارات المتوسطة، ولجأت إلى السيارات الصغيرة بسبب أسعارها التي تصل إلى نحو 40 ألف ريال، وبحكم التسهيلات التي تقدمها البنوك والوكالات». وأضاف: «نعاني في المملكة من بعض الوكلاء بالنسبة للسيارات تصنيع 2016 لا نجد فيها مثبت سرعة أو حتى (البلوتوث) أو التحريك اليدوي للمقاعد، أو التقنيات المواكبة للعام 2016 وتوجد في كل سيارة، في ظل سكوت الجهات الرقابية عن الوكلاء وتعديلهم على مواصفات السيارة من بلد المنشأ وإضافة مواصفات رديئة». وتوقع أحد أصحاب المعارض أن موجة الركود التي طاولت سوق السيارات أخيراً تكمن في عدم وجود المقدرة المادية على الشراء من الشباب، وليست لأسباب أخرى، كارتفاع أسعار البنزين وغيره. وقال صاحب معرض السيارات مشبب العتيبي: «منذ بداية العام 2016 وحتى الآن ما زالت حركة البيع في سوق السيارات منخفضة جداً وتسير ببطء شديد، واضطررت شخصياً إلى خفض سعر السيارة المصنعة لهذا العام بنسبة 15 في المئة». وأضاف: «معظم الشبان يبحثون عن السيارات الصغيرة في الوقت الحالي، لأنها غير مكلفة وغير مستهلكة، إضافة إلى أن تصليحها وقطع غيارها رخيصة، لعدم توافر المبلغ المادي الكبير لديهم، ولاقتناعهم أن هذه السيارات تؤدي الغرض، وليسوا بحاجة إلى سيارة ذات مواصفات وحجم أعلى وأكبر».