أكد تجار السيارات المستعملة في السعودية أن السوق انتعشت أخيراً بسبب انعدام السيولة وارتفاع أسعار الطرز الجديدة في شكل مبالغ فيه مقارنة بما هي عليه في الخارج، لافتين الى أن التأثيرالايجابي برز خصوصاً في الإقبال على شراء سيارات لا تتجاوز أسعارها 120 ألف ريال (نحو 33 ألف دولار) والموديلات من 2005 الى 2008 التي تعتبر العمود الفقري للسوق في العاصمة، ما حدا بتجار كثر للتركيز عليها من دون غيرها. ويرى تاجر السيارات المستعملة فهد العتيبي أن السوق بدأت تستعيد إيقاعها في الربع الثاني من العام الحالي، بعد ركود بسبب ترقب الجميع انخفاض أسعار السيارات الجديدة «لكنهم فوجئوا بارتفاعها على عكس ما تشهده البلدان المجاورة ومناطق أخرى في العالم». وزاد أن «الحركة لم تقتصر على طراز معين بل شملت الطرز كلها عموماً التي لا تتجاوز أسعارها 120 الف ريال باعتبار انها في متناول كثيرين. أما السيارات التي تفوق أسعارها 200 الف ريال، فيستوردها تجار لزبائن محددين الذين يرغبون في اقتنائها»، لافتاً الى أنها لا تدخل في سوق السيارات الفارهة خصوصاً التي تتخطى أسعارها 250 ألف ريال، مؤكداً ان حركة البيع والشراء اقتصرت بالتالي على السيارات االمتوسطة الأسعار. من جهته، يقول التاجر عبدالله الحربي إن الأزمة العالمية أنعشت «سوق المستعملة» بعد تراجعها السنوات الماضية، ما أربك وكالات كثيرة على رغم تقديمها عروض منوعة لاستقطاب الزبائن وإغرائهم. لكن ارتفاع الأسعار دفع قدماً نحو الإقبال على السيارات المستعملة المناسبة. وأضاف الحربي: « تعتبر موديلات 2005 - 2008 شبه جديدة، ولا يقتصر الإقبال على الشباب بل طاول كبار السن والسيدات»، مشيراً الى أن السيدات لم يعتدن في السنوات الماضية زيارة معارض السيارات المستعملة لكن بعد انهيار سوق الأسهم وتبعات اللأزمة الاقتصادية العالمية ومنها انعدام السيولة النقدية، فضلت كثيرات السيارات المستعملة. وأكد أن هناك ترقباً لما ستشهده نهاية العام لمعرفة ماذا سيحل بسوق السيارات خصوصاً الوكالات والشركات المصنعة، وهل ستقدم عروضاً ترويجية أكثر أم تخفّض الأسعار لتستعيد ثقة العملاء؟ من جهة أخرى، يكشف تركي المغربي (موظف بنك) أن عروض المصارف الترويجية لشراء سيارات تراجعت على رغم خفض الفائدة في شكل كبير، واتجاه كثر من السعوديين لاقتناء سيارات مستعملة. ويشاركه الرأي فيصل الحارثي مشيراً الى أن «الوعي تطور لدى السعوديين وأصبحوا لا يؤمنون بالعروض التي تقدمها الوكالات والمصارف، بسبب طول فترة التقسيط التي تستمر سنوات، لذا يفضلون اقتناء سيارة لا يتجاوز سعرها 130 ألف ريال، ليكون في مقدور صاحبها بيعها في أي وقت من دون عناء، كما يعتبر سعرها معقولا، ما حدا بالشباب الى زيارة المعارض في شكل أسبوعي، وبعضهم دأب على هذه الزيارة يومياً لاختيار المناسب من موديلات 2008 و2007 التي تعتبر أسعارها معقولة ومريحة ولا تشكّل عبئاً على عاتق أي شاب». وطالب بخفض أسعار السيارات الجديدة « المبالغ فيها في الوكالات والتي تكون أسعارها أقل بكثير في بلدان مجاورة».