صنف سراج الدين أبوحفص عمر بن الوردي كتاباً ظريفاً، حشاه بالأكاذيب الصلعاء التي لا يقول بها من كان في رأسه مثقال ذرةٍ من عقل، ومما جاء فيه من الخرافات والأباطيل وصف لجزيرة الواق واق! وهي جزيرة تقع شمال خط الاستواء في عصرنا الحاضر، قرب جمهورية الصومال مسقط رأس القراصنة! يقول ابن الوردي: وجزيرة واق واق جزيرة كبيرة للغاية، وعندهم ذهب كثير بلا وصف، حتى إنهم يتخذون سلاسل الكلاب والدواب من الذهب، وأما أكابرهم فيضعون لبناً من الذهب ويبنون به قصوراً أو بيوتاً بإتقان وإحكام. وبهذه الجزيرة شجر يحمل ثماراً كالنساء! بصورٍ وأجسامٍ وعيون وأيدٍ وأرجلٍ إلخ.. فإذ أحسسن بالشمس والهواء صحن واق واق! فلذلك سميت الجزيرة باسم جزيرة الواق واق! كثيراً ما يلجأ الكاتب إلى الخرافة لترويج بضاعته الكاسدة وتمريرها على البسطاء من الناس، كهذا الكتاب وغيره من الكتب، والغريب في الأمر أن الخرافة تلقى رواجاً وقبولاً ويكتب لها البقاء والاستمرار والنشاط والتجدد، فما إن تخبو حتى تظهر، وما إن تتلاشى حتى ينفض عنها الغبار ثانيةً! ومن الخرافات الشهيرة القديمة الحديثة، قصة الشيخ أحمد خادم الحجرة النبوية، التي انتقلت من النص المطبوع إلى النص الرقمي المنتقل عبر الإيميل ورسائل ال SMS. والناس تميل إلى قراءة الأساطير وقصص الخيال العلمي، ولا أدل على ذلك من رواج روايات المشعوذ هاري بوتر بين الصغار والكبار، حتى إن الجزء الأخير من رواية هاري بوتر بيع منه عبر موقع أمازون وقبل نزولها للسوق ما يقارب عشرين مليون نسخة! هذه المسكنات الموقتة لعوالم الوهم والأحلام، يحتاجها القارئ لينسى همومه المعاشية، ويحلّق عالياً مع قصص البطولة الخارقة للزير سالم، والملك معد يكرب وأبي زيد الهلالي التي وردت في التراث الشعبي لقصص ألف ليلةٍ وليلة، والتي خفّ سوقها هذه الأيام لصالح روايات الأبطال العالميين! فما جرى ويجري من أحداثٍ في مدرسة هاري بوتر، أهم عند القارئ العربي من ذهب ونساء جزيرة الواق واق. ومع كل واق واق... أنتم طيبون!