على رغم بقاء نحو أقل من أسبوعين على إغلاق سوق الانتقالات الصيفية، فإن حركة التداول في الأسواق الاوروبية ظلت ضعيفة، مع عزوف الكبار عن الإنفاق، والاتجاه نحو تصحيح الأوضاع المالية الداخلية، وهي حال فريدة خصوصاً أنها فترة تلت نهائيات كأس العالم التي تشدّ المهتمين وتعرض مفاتن اللاعبين، لكن ليس هذا العام، خصوصاً في ما يتعلق بالمواهب البرازيلية. وعلى رغم أن الصرف الحر في سوق الانتقالات احتكره نادٍ واحد، هو مانشستر سيتي، ألا أن مشكلة النادي الانكليزي حالياً هي التخلص من الاعداد الزائدة في نجومه لاستيعاب الجدد ضمن القائمة القانونية الجديدة، التي تحدّ عدد اللاعبين ب 25 لاعباً بينهم 8 محليين، ليبرز على قمة لائحة غير المرغوبين، النجم البرازيلي روبينيو، الذي قاد منتخب بلاده الأسبوع الماضي إلى تحقيق الفوز بفريق شاب على المنتخب الأميركي، لكن مع ذلك ما زال روبينيو غير مرغوب فيه من الأندية الكبيرة، حتى أن مانشستر سيتي بات يرضى بنحو نصف مبلغ ال32 مليون جنيه التي دفعها لضمه قبل نحو عامين، لكن روبينيو ليس سوى مثالٍ واضحٍ على اهتزاز الثقة في النجوم البرازيليين في الآونة الأخيرة، حتى إن المتألق كاكا من بين هؤلاء، فمدربه الجديد في ريال مدريد جوزيه مورينيو لم يتضايق من غياب النجم البرازيلي شهرين بداعي الإصابة معتبراً أن هناك غيره في النادي يلعب في مركزه ذاته، حتى إنه لمّح إلى عدم ممانعته في رحيله للاستفادة من العائد المالي وضم لاعبين من اختياره، على رغم أنه لم يمض طويلاً على عرض مانشستر سيتي نحو 100 مليون جنيه لضم كاكا من ميلان، وتحديداً قبل 19 شهراً. من أبرز أسباب الفتور اتجاه نجوم السامبا، هو العقلية غير الاحترافية التي يتمتع بها معظمهم، وربما أيضاً الاخفاق في المونديال أسهم في النفور منهم، علماً أنه في غضون 14 شهراً من إحرازه لقبه الخامس بفوزه بمونديال 2002، فإن رونالدينيو انتقل إلى برشلونة ورونالدو إلى ريال مدريد وكاكا وكافو إلى ميلان وكليبرسون إلى مانشستر يونايتد وجيلبرتو سيلفا إلى ارسنال، لكن صيف 2010 لم يشهد سوى صفقة برازيلية واحدة بانتقال راميريس من بنفيكا إلى تشلسي. ويبدو أن "موضة" المواهب البرازيلية انتهت، فحتى الواعدين لم يعد لهم صوت، فلاعب وسط مانشستر يونايتد اندرسون، الذي كان يتوقع له مستقبلاً باهراً، برز اسمه حديثاً في الصفحات الرياضية بعد حادثة سيارة نجا منها بأعجوبة، في حين مسلسل روبينيو ما زال مستمراً بين بقاء ورحيل، ونمّت كلتا الحالتين عن الإهمال وفقدان الشهية للعب، وحتى الهداف لويس فابيانو الذي ارتبط اسمه بأكبر الأندية الاوروبية طوال الأشهر الأخيرة، فإن المهتم الوحيد لضمه ليس سوى مرسيليا الفرنسي، وحتى يوفنتوس فإنه يصارع من أجل التخلص من عبء صانع الألعاب دييغو الذي كلفه نحو 25 مليون جنيه لضمه من فيردر بريمن الالماني قبل نحو عام، وهو على استعداد لبيعه بنصف السعر إلى فولفسبورغ. وللغرابة فإن برازيلياً آخر نجح في الانتقال هذا الموسم، لكن ليس بعد معاناته من ماضٍ مريع، إذ عاد ادريانو إلى الدوري الايطالي، لكن ليس مع فريقه السابق انتر ميلان، إنما مع روما، آملاً في نسيان فترة ادمانه وعدم انضباطه التي قادته إلى انعزال شابه الاعتزال. البرازيل ستستمر في انتاج أبرز المواهب في العالم، لكنها لن تجبرهم على امتهان عقلية احترافية لا يعرف الاوروبيون سواها.