بعد النجاح الذي حظيت به حوامة الياسمين خلال عيد الفطر الماضي، استحسن فريق العمل النسائي المنظم لها المكون من أربع نساء بقيادة نجلاء المنقور تكرارها مجدداً في عيد الأضحى، خصوصاً بعد أن رأين الفرح مرسوماً على وجوه الصغار والكبار، فضلاً على الإقبال والتفاعل الكبيرين بين أهالي حي الياسمين. وعلى رغم بساطة فكرة الحوامة فإنها تحمل في طياتها أهدافاً نبيلة، تكمن في إحياء موروث شعبي كان له حضور بين أبناء الطيبين قديماً في منطقة نجد عبر أهزوجة «عطونا العيدية عادت عليكم في حال زينة جعل الفقر ما يجيكم»، لكن يبدو أن متشددين لم يرق لهم هذا المسلك، وليس لديهم رغبة في إقامة هذه الأفراح الصغيرة التي يشارك فيها الأطفال عادة، وتدخل البهجة في نفوسهم بحجة الاختلاط بين الرجال والنساء، ما دفعهم إلى الإقدام على تصرفات سببت امتعاضاً لبقية السكان المجاورين، «بحسب رواية نجلاء المنقور». وأوضحت المنقور أنها فوجئت بأحد المستأجرين الذي يقطن الحي بتوجهه مباشرة إلى الشرطة عشية الاستعدادت لإقامة الفعالية، مطالباً بإيقاف الحوامة، مهدداً في الوقت ذاته السكان باستخدام السلاح في حال رفضهم تنفيذ مطلبه. وفي الحال حضرت دوريات الأمن، وتبين لهم أن أهالي الحي متفقون على حفلة الحوامة، فيما شذ هذا المعارض عنهم أخيراً بعد أن تم الاتفاق عليها، لافتة إلى عدم معارضته سابقاً، فما كان من أفراد الشرطة إلا أن قرروا اصطحاب المعارض معهم، بينما فضل الأخير سحب بلاغه ومغادرة البيت هو وعائلته. وأبدت تذمرها من سوء تصرف الجار المعترض، الذي أراد أن يعكر صفو اجتماع أهالي الحي بتكرار إدخال سيارته وإخراجها مرات عدة، إضافة إلى إلقاء مخلفات بيته وسط الشارع بجوار تجمع الأهالي، إلا أن ما أثلج صدرها هو «تعاون رجال الأمن ووقوفهم معنا، لحمايتنا وكذلك الهلال الأحمر السعودي حتى نهاية الحفلة». وطالبت الجهات المسؤولة منحهن ترخيص حتى يتجنبن التعرض لردود الفعل السيئة من البعض، لافتة إلى أن فريق العمل حاول مراراً الحصول على الترخيص لكن من دون جدوى، مشيرة إلى أن أمانة الرياض وعدتهم بمنحهم الدعم خلال عيد الفطر المقبل. وأكدت المنقور في حديثها إلى «الحياة» أن الحوامة لم يتم الاتفاق على تنظيمها إلا بعد أخذ موافقة خطية من جميع السكان المجاورين، ومن ضمنهم الرجل المشتكي، مشيرة إلى أن إمام المسجد وقف معهم داعماً مؤيداً لهم، وأفادت بأنها مخصصة للعائلات فقط، الأطفال مع أهاليهم، والهدف منها بث روح البهجة والسرور في نفوس الجميع، وقالت مظاهر الحوامة خالية من المخالفات الشرعية والأخلاقية وفي عداد اللهو البريء. وأشارت إلى تميز الفعالية في هذا العيد بامتزاج أهزوجة عطونا العيدية بأصوات تكبيرات العيد، إضافة إلى الأوبريت الذي قدمه أطفال، وكذلك تكريم أبناء المرابطين على الحدود وعروض السيرك، وحضور شخصيات كرتونية وحيوانات أليفة حية كالخراف والقردة والبط، وألعاب متنوعة وهدايا وأطعمة مجانية.