أعود لكم أعزّائي القرّاء بعد أن نلت قسطاً من الراحة، (أو بالأصح بعد أن أخذتم أنتم قسطاً من الراحة منّي!) لأكتب من جديد عن رياضة الوطن، وخصوصاً، عن "المجنونة" (كرة القدم)، ومجانينها...، وأيضاً عقّالها بكل تأكيد. كنت أتابع وبخجل، بعض الأنشطة الرياضيّة المختلفة، من مبارايات ودّية جميلة لبعض المنتخبات العالمية، وأسمع في الوقت نفسه عن المباريات الودّية (ذات النتائج الكرتونية المضحكة) لفرقنا المحلّيّة في معسكراتها الخارجية، وكأنّي أسمع سلسلة نوادر جحا، خاصّة عندما يعلّق بعض منافسي الفرق على نتائج فرق بعضهم بعضاً! نعم، قلت مضحكة، بل ولحد القهقهة، ليس لأن نتائج مباراياتها كانت بال10 وال20 هدفاً، بل لأن هناك من كان ينقل نتائج تلك المباريات كخبر عاجل، والأدهى من ذلك، أن الفرق التي لعبوا أمامها، لا يعرفها حتّى أهل البلد أنفسهم! على «قول القايل»! هي مباريات "استعدادية"! ولذلك، فلنذهب ونرى نتيجة هذا الاستعداد في مستويات الفرق خلال الجولة الأولى من دوري زين الذي بدأ السبت الماضي! وبغض النظر عن النتائج، رأينا جميعاً فرقنا السعودية المحلّية، تخوض لقاءات جولتها الأولى بمستويات شاحبة ذات ألوان باهتة، جعلتنا جميعاً نتساءل: ماذا كان يفعل هؤلاء في معسكراتهم الخارجيّة؟! أعرف أنّه ليس من الإنصاف أن نحكم على مستوى فرق الدوري الممتاز من خلال لقاءات الجولة الأولى، ولكن نحن لا نتحدّث عن فرق تلعب أمام بعضها بعضاً لأوّل مرّة! على الأقل، كنّا ننتظر بعض اللمحات الفنّيّة المعقولة من الفرق المعروفة والجماهيرية، ومن لاعبيها الأجانب بشكل خاص! ولم نشاهد إلا مستويات ضعيفة وآداءً رتيباً جدّاً من جميع الفرق مع الأسف. على أي حال، أدرك أن أحوال الطقس هذه الأيّام ليست على ما يرام. بل هي ليست طبيعية على الإطلاق، وأكاد أجزم، أن أحوال الطقس التي نشهدها هذه الأيام، هي المرة الأولى التي تمر علينا بهذه القسوة والشدّة، منذ أكثر منم 30 أو 40 سنة! ولذلك، المنطق يقول، إن السبب الوحيد الذي من الممكن أن نستوعبه لهبوط مستوى الفرق في الجولة الأولى الّتي مضت، بل وتواضع مستوى لاعبيها الأجانب، هو شدّة الحرارة والرطوبة التي تشهدها جميع مناطق المملكة، ما عدا منطقة المرتفعات الجنوبية بكل تأكيد! نتوق لنرى موسماً مختلفاً من كل النواحي، ونتوق لنرى أندية أقوى من لاعبيها، بل ونتوق لنرى حكّاماً سعوديين ذوي مستويات عالية، في مستوى المرداسي وجلال، وأخيراً وليس آخراً، نتمنّى أن نشاهد لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهي تؤدّي دورها بمهنيّة عالية، ولا تترك فرصة للّغط والمغالطات والمهاترات، وذلك عن طريق تطبيق لوائح مدروسة بحذر وعناية، وخالية من جميع الثغرات الممكن استغلالها من محبّي البلبلة والبهرجة. نحتاج جميعاً أن "نصحصح"! ونبدأ هذا الموسم بكل جدّيّة ومهنيّة، ومثلما يفعل "المسحّر"، نقرع الطبول ونقول: "اصحَ يا نايم"! وبالتوفيق للجميع [email protected]