شق السلوفيني ألكسندر تشيفيرين طريقه بسرعة ليصبح الرئيس السابع للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، خلفاً للفرنسي «الموقوف والمستقيل» ميشال بلاتيني. فرجل القانون الذي يدير أكبر مكتب للمحاماة في بلده، والذي يشتهر بقدرته على التفاوض، سيتولّى إدارة أبرز مؤسسة كروية قارية والإشراف على عمل حوالى 400 شخص، مكمّلاً مدة سنتين ونصف السنة المتبقية من ولاية بلاتيني. ووفق ما كان متوقعاً، لكن بنسبة ساحقة، حقق تشيفيرين (48 سنة) فوزه خلال المؤتمر الاستثنائي ال12 للاتحاد الأوروبي الذي عقد في أثينا أمس بنيله 42 صوتاً في مقابل 13 صوتاً لمنافسه الهولندي ميكايل فان براغ، خلال تصويت الجمعية العمومية المكوّنة من 55 عضواً. وأمل بأن يفخروا به «في يوم من الأيام كما تفخر به عائلته وسلوفينيا الجميلة»، وأن يوفّق في قيادة السفينة إلى «عصر مختلف وأفضل» من خلال برنامج عمل عماده «الشفافية» ويطرح تحديد عدد ولايات الرئيس وسنّه. ويطرح تشيفيرين تشكيل لجنة تدقيق في الاتحاد الأوروبي على غرار تلك المعتمدة في نظيره الدولي «فيفا»، وينادي بتطوير كرة القدم النسائية وإيلاء اهتمام استثنائي لمسائل الأمن والحماية والمنشطات والمراهنات غير الشرعية. أما الأولوية المطلقة فهي ل «التوازن المثالي بين الفقراء والأغنياء»، أي «التناغم بين القوى الصغيرة والمتوسطة» لتعزز حضورها ودورها بين «القوى الكروية العظمى» في القارة العجوز. ومن المهام الصعبة التي تنتظر تشيفيرين كيفية التعامل مع الجدل الذي تسببت به التعديلات على مسابقة دوري أبطال أوروبا، إذ سيخصص اعتباراً من عام 2018 حتى 2021 أربعة مقاعد في دور المجموعات لكل من إسبانيا وإنكلترا وإيطاليا وألمانيا بسبب مستوى أنديتها، ما قد يعمّق الفجوة رياضياً ومالياً. ويعتبر تشيفيرين أن الاتحاد الاوروبي «يقدّم أفضل منتج رياضي إلى العالم (دوري الأبطال)، وبالتالي لا يجوز أن يكون المردود المالي أقل مما تحصل عليه مسابقة سوبر بول الأميركية»، متطلعاً لأن تصبح مداخيل الرعاية من كل من الأطراف الرئيسة بليوني دولار، وأن تسوّق المسابقات في شكل أفضل في قارات أخرى، خصوصاً آسيا. وتنوّع دعم تشيفيرين بين بلدان شرق القارة ووسطها، ومنها مجموعة البلقان وتركيا وأرمينيا والبلدان الإسكندنافية، فضلاً عن إيطاليا وفرنسا وألمانيا والبرتغال. ويؤكّد مطلعون أن الرئيس الجديد، عضو لجنة الانضباط في الاتحاد الدولي، يقيم روابط قوية مع رئيس «فيفا» جياني إنفانتينو، قد تفضي إلى «رأب الصدع» بين المؤسستين، لا سيما أن المحامي السلوفيني البارع يتفق مع طروحات إنفانتينو وبلاتيني في أمور كثيرة ، ويتمايز عنهما ب «نهج مستقل». يشار الى أن بلاتيني رأس الاتحاد الأوروبي منذ عام 2007، قبل أن يوقف في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بسبب دفعة غير مشروعة بقيمة مليوني دولار حصل عليها عام 2011 عن عمل استشاري قدمه قبل 9 سنوات للسويسري جوزيف بلاتر رئيس «فيفا» آنذاك والموقوف بدوره في القضية ذاتها. وفي خطاب وداعه خلال الجمعية العمومية، أكّد بلاتيني أنه «مرتاح الضمير»، جازماً بأنه لم يرتكب أي خطأ، وسيواصل معركته القانونية.