طوى الاتحاد الأوروبي صفحة رمادية في تاريخه، وانتخب السلوفيني الكسندر تشيفيرين أمس (الأربعاء) في أثينا رئيساً جديداً له مدة عامين ونصف العام، وهي الفترة المتبقية من ولاية الرئيس الفرنسي الموقوف ميشال بلاتيني. وحقق تشيفيرين فوزاً ساحقاً بنيله 42 صوتاً في مقابل 13 صوتاً لمنافسه الهولندي ميكايل فان براغ، خلال تصويت الجمعية العمومية المكونة من 55 عضواً. وقال رئيس الاتحاد السلوفيني تشيفيرين (48 عاماً) بعد انتخابه في العاصمة اليونانية أثينا: «هذا شرف كبير لي، لكنها أيضاً مسؤولية كبيرة. عائلتي فخورة وسلوفينيا الجميلة فخورة بي أيضاً. آمل بأن تفخروا بي أنتم أيضاً في يوم من الأيام». من جهته، قال رئيس الاتحاد الهولندي فان براغ (68 عاماً) الذي كان مرشحاً لرئاسة «فيفا» عام 2015 قبل أن ينسحب: «الخسارة ليست جميلة لكني أشكر الجميع على استقبالي بحفاوة خلال حملتي، وخوض النقاشات مع زملائي. في إيطاليا قال الكسندر لسنا أعداء. الكسندر وأنا نملك أهدافاً مماثلة ونبحث عن اتحاد أوروبي مختلف وأفضل. كل شخص أراد القيام بذلك على طريقته، لكن الديموقراطية قالت كلمتها اليوم. أطلب منكم الوقوف وراء الكسندر، إذا أراد مساعدتي فأنا موجود دائماً». وكان المحامي تشيفيرين توجه إلى الأعضاء قبل انتخابه: «القول إني من دون خبرة يقلل من احترام رؤساء الاتحادات الصغيرة والمتوسطة الذين يعملون كثيراً بإمكانات قليلة، وبالتالي لديهم الخبرة». وأضاف الوالد لثلاثة أطفال: «لست حالماً، بناء الجسور بين مكونات كرة القدم المختلفة أمر جيد، لكن من الأفضل بناء ملاعب كرة القدم». وانحصرت المنافسة بين تشيفيرين وبراغ بعدما قرر رئيس الاتحاد الإسباني انخل ماريا فيار الانسحاب من السباق، لأن «العديد من المسؤولين في كرة القدم الإسبانية ألحّوا عليّ مواصلة العمل في الاتحاد الإسباني الذي كرست القسم الأكبر من حياتي في قيادته». وترأس بلاتيني الاتحاد الأوروبي منذ 2007 قبل أن يتم إيقافه في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بسبب دفعة غير مشروعة بقيمة مليوني دولار حصل عليها عام 2011 عن عمل استشاري قدمه قبل تسع سنوات للسويسري جوزيف بلاتر رئيس «فيفا» آنذلك والموقوف هو أيضاً في العملية نفسها. من هو تشيفيرين «رئيس الاتحاد الأوروبي الجديد» محامٍ سلوفيني شاب انتخب خلفاً لبلاتيني رئيساً للاتحاد الأوروبي بفارق كبير عن الهولندي ميكايل فان براغ. نال تشفيرين (48 عاماً) 42 صوتاً في مقابل 13 للهولندي، ليصبح أول رئيس للاتحاد القاري من أوروبا الشرقية. مغامر وجسور، إذ كشف عن أنه قطع الصحراء الكبرى خمس مرات، أربع مرات على متن سيارة وخامسة على دراجة نارية، وربما يكون لذلك مؤشر لمغامرة كروية ملفتة. وصل إلى رئاسة الاتحاد السلوفيني عام 2011، وانضم بسرعة إلى لجنة الانضباط في «فيفا» واللجنة القانونية في الاتحاد الأوروبي. فضلاً على إعادته تنظيم الاتحاد السلوفيني، عُرف تشيفيرين بجمعه الدول المنبثقة عن تفتت يوغوسلافيا في 2015 وجعلها قوة كروية واحدة. برز على الساحة الدولية في حزيران (يونيو) الماضي عندما أعلن ترشحه بدعم أكثر من 10 دول تمتد من روسيا إلى الدول الإسكندنافية، وأوضح أن اتحادات السويد والنروج والدنمارك وفنلندا التي يشاركها العديد من الأفكار الإصلاحية حثته على الترشح. كشف عن أنه أنفق من جيبه ثمناً أكثر من 10 رحلة للحصول على دعم الاتحادات الأعضاء، وقال: «لست معروفاً في هذه الدوائر، فتعين على تقديم نفسي لكل منهم».