هاجم علماء دين وأكاديميون أفريقيون من ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود التصريحات الإيرانية الأخيرة بشأن تنفيذ عمليات إرهابية في مكةالمكرمة خلال موسم حج هذا العام، وأكدوا أن شعوب أفريقيا المسلمة لن تقف صامتة ومتفرجة لما تحيكه إيران وعملاءها للمساس بأمن الحرمين الشريفين والمملكة. واستنكروا في تصريحات إلى «الحياة» تصريحات المسؤولين الإيرانيين بأن موسم الحج لهذا العام سيكون موسماً للانتقام من الحكومة السعودية، وستسير الدماء فيه، بهدف الإذعان لفكرة تدويل الحرمين الشريفين، معتبرين أن النظام الإيراني خرج عن رُشْده، وأصبح يهذي بتلك التصريحات المسيئة والمعبرة عن غل كامن في صدورهم، وهو ما عهدناه عن النظام الإيراني منذ أمد بعيد، فهو يعمل على نشر الفتن بين المسلمين بكل ما يستطيع. وأوضح مفتي مسلمي ليبيريا رئيس رابطة علماء غرب أفريقيا ووسطها الشيخ أبوبكر سوماورو أن أرض المملكة مكرّمة من الله بتشريفها باحتضان وخدمة الحرمين الشريفين، والله اختار هذا البلد ليكون حامياً لبيته العتيق، مشيراً إلى أن حكومة خادم الحرمين الشريفين لا تألو جهداً في خدمة الحجاج وقاصدي الحرمين، فها هي المشاعر في منى ومزدلفة وعرفة طُوّرت بطريقة تلبي حاجات الناس، كما أن الحجاج يُستقبلون بالترحيب والحفاوة، ويحصلون على التوعية والعناية البالغة بأمنهم وصحتهم وعبادتهم. وقال: «إن ما تروجه الدولة الفارسية ما هو إلا ضغينة نابعة عن حقدها لهذه المملكة، وبغضهم الشديد لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه الطاهرات رضوان الله عليهن، بل تآمرهم مع أعداء الإسلام على هدم الإسلام من الداخل». من ناحيته، قال عضو هيئة التدريس بالمعهد الإسلامي في جيبوتي الدكتور أحمد جود عضو: «من البديهيات التي لا ينكرها أي عاقل الاهتمام الكبير الذي أولته المملكة للحرمين الشريفين، إذ يستحيل أن تدفع أية دولة في العالم مهما بلغت موازنتها ما دفعته المملكة من مئات البلايين لخدمة ضيوف الرحمن، ويظهر ذلك جلياً في التوسعات المتتالية والمستمرة للحرمين، وتطوير المرافق التي تخدم الحجاج في منى ومزدلفة وعرفات، وتهيئة كل ما من شأنه أداء المناسك بيسر وسهولة». وأضاف: «ما سمعناه في وسائل الإعلام لا يُستغرب، فالنظام الإيراني من قديم وهو حريص وساعٍ بكل طاقته إلى نشر الفتن بين المسلمين، وهو الآن يريد أن ينقل هذا الأمر إلى أقدس البقاع، وقد يسّر الله لي أن أحج في هذا العام، فلم أرَ إلا ما يسُرُّ، ولم أسمع إلا ما يرضي الله تعالى، ورأيت الحجاج يؤدون المناسك بيسر وسهولة واطمئنان، وهذا يدحض مزاعم النظام الإيراني الذي يسعى إلى تشويه صورة بلاد الحرمين ومأرز التوحيد، والحق أن هذه المزاعم لا تعدو أن تكون صيحة في صحراء جرداء مقفرة، لأنها مخالفة للحقيقة ومجافية للواقع». بدوره، أكد الأمين العام لاتحاد علماء أفريقيا مدير جامعة الساحل في باماكو بمالي الدكتور سعيد بابا سيلا أن التهديدات الإيرانية تنم عن الحقد الدفين ضد المسلمين، وخصوصاً ضد المملكة راعية الحرمين الشريفين، وأصحابها كشفوا عن أنفسهم أمام الأمة الإسلامية بل والعالم أجمع، فالحج عبادة ترمز إلى وحدة المسلمين، فكيف يُتصور أن يهدد شخص ينتمي إلى الإسلام بتحويل تلك الشعيرة إلى ساحة معركة تسيل فيها الدماء»؟ وأعرب عن اعتقاده بأن هذه التصريحات ستعزل أصحابها عن جماهير الأمة، التي تقدّر جهود المملكة في رعاية الحرمين الشريفين وخدمة حجاج بيت الله الحرام. أما عميد الكلية الأفريقية للدراسات الإسلامية في السنغال رئيس مجلس أمناء اتحاد علماء أفريقيا الدكتور محمد لوح، فأكد أن المسؤولين الإيرانيين واهمون إن ظنوا بأن الشعوب الإسلامية قبل حكوماتها يمكن خداعها بمثل تلك التصريحات المعادية للمملكة، فقد أدركت الشعوب المسلمة ما تشهده المشاعر المقدسة من تطور مذهل، وما تقدمه المملكة من خدمات تفوق الوصف لحجاج البيت الحرام وعمّاره وزوار المسجد النبوي، وسعي المسؤولين السعوديين الدؤوب إلى تحقيق الراحة والطمأنينة لقاصدي الحرمين الشريفين. ويقول: «هذا الأمر هو ما أثار حفيظة العدو الإيراني، إذ خرج عن رشده، وأصبح يهذي بتلك التصريحات المسيئة والمعبرة عن حسد كائن في صدورهم، فالحج شعيرة عظيمة تشمل عبادات كثيرة، من وقوف بعرفات وطواف وسعي ورمي للجمرات، إلى غير ذلك، ولا يجوز استغلال هذا الموسم العظيم لتنفيذ أغراض شيطانية تؤذي المؤمنين». من ناحيته، أشار عضو الهيئة العالمية لعلماء المسلمين مستشار منظمة العمل الدولية السنغالي الدكتور خديم أمباكي إلى أن التهديدات الإيرانية دليل على التنكر للقيم الإنسانية والإسلامية، وتجنٍّ على كل ما يربط بين الأمم الإسلامية من العقيدة والشريعة،والأخلاق. وبيَّن أن هذه التهديدات دليل على حقد دفين يحرك قوماً يتشدقون بالإسلام من دون التقيد بأخلاقياته، إن الحرمين الشريفين يحتلان مكانة مرموقة في قلوب مئات الملايين من المسلمين، وكل إساءة إليهما أو إلى حماتهما تعد إساءة إلى جميع المسلمين، لأنها تمس عقيدتهم التي تحتل أغلى شيء عندهم. وشدد على أن الذين يهددون بإشاعة الفوضى فيها يتحدون كل المسلمين، وعلى هؤلاء أن يفيقوا من سباتهم ويقفوا عند حدهم، فكل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها سيفدي الحرمين بقلبه وفؤاده، وسيهب لنصرة بلاد الحرمين، فالحرمان الشريفان للمسلمين جميعاً، ويجب على إيران وأذنابها أن يحذروا من المساس بالمشاعر المقدسة أو السعودية بأي أذى، فنحن في أفريقيا وفي العالم أجمع سنقف صفاً واحداً ضد أي اعتداء عليها. يذكر أن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة يستضيف 2400 حاج وحاجة من 61 دولة حول العالم، منهم 300 حاج وحاجة من القارة الأفريقية، و1000 من ذوي شهداء فلسطين.