أربعة كبائن نسائية في ثمانية مسارات، قامت المؤسسة العامة لجسر الملك فهد باستحداثها، وتسليمها لجوازات الجسر في آذار (مارس) الماضي، والتي بدأ العمل فيها مباشرةً، لإجراء تطبيق الصور في الجوازات على المسافرات، بيد أنها سرعان ما خرجت من الخدمة إثر عودة موظفات الجوازات إلى الموقع القديم لتطبيق النساء، بعد رفض أولياء أمورهن العمل في تلك الكبائن، بذريعة «الاختلاط» الذي يتم بين موظفات الجوازات والمسافرين، خصوصاً أن المرأة المغادرة إلى البحرين تكون برفقة رجل يقود المركبة في كل الأحوال. ويقوم بالتعامل مع الموظفة. ما دعا الموظفات للعودة إلى مقرهن القديم، لممارسة التطبيق هناك. هذا العذر، وإن بدا «مقنعاً» بحسب محمد الدوسري، الذي لم يستفد من الخدمة الجديدة مع أسرته، إلا أنه في الوقت ذاته يرى أنه «غير مقنع»، مشيراً إلى وجود سيدات طاعنات في السن وأخريات، معوقات يصعب عليهن النزول من المركبات، واقترح «أن يقتصر التعامل في تلك الكبائن على النساء، بحيث تقوم المرافقات في المركبات المغادرة أو حتى القادمة، بتقديم وثائق السفر للموظفة من الجهتين، ويتم منع قائدي المركبات من التعامل مع الموظفات، سواءً في تقديم الوثائق أو غيرها». وتصف الطالبة ريم محمد، إغلاق الكبائن والأسباب التي قدمتها العاملات في الجسر، ب«غير المقنعة»، مطالبة جوازات المنطقة الشرقية ب«فتح المجال للسيدات والفتيات للعمل، وتحديد طبيعة عملهن في الكبائن، ضمن شروط التقدم للوظيفة». ولم تقم جوازات المنطقة الشرقية حتى اللحظة بتوظيف تلك الكبائن، ما جعلها قائمة من دون موظفات، ما حفز سلطان العتيبي، على المطالبة ب«إلغاء تلك الكبائن، وتحويلها إلى كبائن عادية لتزيد من الطاقة الاستيعابية للجسر، خصوصاً خلال فترات الأعياد والعطل، التي تشهد اختناقات لا توصف». بدوره، أكد المدير العام لمؤسسة جسر الملك فهد، بدر العطيشان، في تصريح ل«الحياة»، أن «قرار إنشاء الكبائن النسائية لم يأت باجتهاد من المؤسسة فحسب، بل بعد موافقة وزارة الداخلية على المقترح الذي تم الرفع به لها»، معتبراً التجربة هي «الأولى على مستوى البلاد، ما يعني تسهيل إجراءات المسافرين»، مستدركاً بالقول: «إن مسؤوليتنا عن تلك الكبائن لا تتجاوز أعمال الإنشاء والصيانة فقط»، معتبراً عمليات التشغيل «شأناً يخص الجوازات، ولا يمكن للمؤسسة البت فيه». وعن إدراج الكبائن النسائية ضمن الأخرى العامة التي تقدم خدماتها إلى المسافرين بعد تحويلها وإلغاء الخدمة النسائية فيها، أشار العطيشان إلى «خطط مدروسة تقوم المؤسسة بتنفيذها، ضمن حزمة مشاريع تقوم بها بين فترة وأخرى»، ملمحاً إلى قيامهم ب«إعادة تأهيل المباني التي يتم فيها تطبيق صور النساء حالياً، بعد هدمها، وإعادة بنائها مرة أخرى».