توقع نائب المدير الإقليمي لمكتب شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية (إمرو) الدكتور عبد الله الصاعدي أن تشهد باكستان تفشياً لأمراض وأوبئة مثل الحصبة والإسهال والكوليرا في خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، بالإضافة إلى احتمال إعادة ظهور الملاريا وشلل الأطفال. كما حذر من أن 50 ألف سيدة حامل سيكنَّ في حاجة إلى رعاية صحية مكثفة. وقال الصاعدي – الموجود حالياً في بيشاور - في اتصال هاتفي مع «الحياة» إن الوضع الصحي والغذائي في باكستان مزر للغاية، وأن منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع بقية منظمات الأممالمتحدة، كانت قد أعدت خطة واضحة للتصرف في داخل المناطق المنكوبة عند بدء كارثة الفيضانات، «إلا أنه في ضوء المستجدات الحالية واحتمالات زيادة رقعة الدمار وعودة الفيضانات مرة أخرى، فإن الوضع فعلاً صعب». وعن الوضع الصحي الراهن، قال الصاعدي أنه على رغم الانخفاض النسبي لعدد الإصابات المباشرة الناجمة عن الفيضانات (نحو ألفي إصابة)، إلا أن كثيراً من المستشفيات غمرتها المياه بارتفاع نحو ثلاثة أمتار، ما أصاب أجهزتها وأدواتها بالتلف. ونبه إلى أنه بين ال20 مليون باكستاني ممن اضطروا إلى النزوح بعيداً من بيوتهم، فإن هناك عدداً كبيراً ممن كانوا يتلقون علاجاً لأمراض مزمنة مثل الضغط والسكري، باتوا محرومين من هذه العلاجات حالياً. كما أن النسبة الأكبر من النازحين لم يتم بعد تسكينهم في أماكن آمنة ومناسبة. ويبدو أن الوضع الصحي الحرج في باكستان لن يقتصر على الأمراض والإصابات العضوية فقط، بل توقع الصاعدي أن يواجه كثيرون أمراضاً نفسية عدة نظراً لحجم الدمار الهائل الذي عايشوه، أو لفقدان أهل وأقارب في الفيضانات. وأكد أن أولوية عمل المنظمة حالياً هي العمل لوقف تفشي أوبئة محتملة ناجمة عن نقص وانقطاع مياه الشرب النظيفة. يذكر أن منظمة «يونيسيف» حذرت أمس من أن الأزمة الحالية هي أكبر من تسونامي وزلزالي هايتي وباكستان معاً من حيث عدد الأشخاص الذين يحتاجون مساعدة. وقال ممثل «يونيسيف» في باكستان السيد مارتن موغوانجا أن المنظمة تعمل على توصيل مياه الشرب الصالحة لنحو 1.3 مليون باكستاني يومياً، لكن الملايين غيرهم في حاجة إلى مثل هذه الخدمات. وعن تعرض بعض الشاحنات التي تحمل المساعدات لعمليات نهب، قال إن مسالة توصيل المساعدات – حتى في حال وجودها – أمر صعب للغاية نظراً لحجم الدمار، ولصعوبة أو بالأحرى استحالة وصولها براً. ورجح أن تبذل هيئات الأممالمتحدة جهوداً لاستخدام مروحياتها لتوصيل المساعدات لأكثر المناطق تضرراً. وعبر الصاعدي عن أسفه من أن حجم المساعدات الإنسانية الذي وصل الى باكستان لا يكفي بأي حال من الأحوال، مضيفاً أنه «للأسف يبدو أن الجهات المانحة أصيبت بإعياء تجاه الكوارث الطبيعية المتكررة، بالإضافة إلى مرور باكستان في كارثة تلو الأخرى». وحث العالم العربي والإسلامي بضرورة إظهار روح التكاتف والتراحم تجاه الشعب الباكستاني بإرسال المساعدات والمعونات العاجلة، لا سيما في هذه الأيام الرمضانية.