يتوافد حجاج بيت الله على صعيد عرفات لأداء الركن الأعظم من شعائر الحج، بعد أن قضوا يوم التروية بمشعر منى وباتوا فيه، اقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. وسيبقى نحو مليوني حاج على صعيد عرفات حتى غروب الشمس قبل النفرة إلى مزدلفة لقضاء أيام (10-11-12-13)، ورمي الجمرات الثلاث؛ جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى، إلا من تعجل. وهنأ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس، لمناسبة اكتمال دخول حجاج بيت الله الحرام الرحاب الطاهرة. وقال ولي العهد في برقية بعثها إلى خادم الحرمين أمس: إن عدد الحجاج القادمين من الخارج للحج هذا العام بلغ 1325372 حاجاً، عدد الذكور منهم 723805، يمثلون 55 في المئة، وعدد الإناث 601000، يمثلن 45 في المئة، مضيفاً أن عدد الحجاج القادمين هذا العام نقص عن العام الماضي 64889 حاجاً، بنسبة قدرها خمسة في المئة. وأوضح أن حجاج هذا العام يمثلون 164 جنسية من مختلف أقطار العام، لافتاً إلى أن 1346883 حاجاً دخلوا من طريق الجو، و65766 حاجاً من طريق البر، و12723 حاجاً من طريق البحر. إلى ذلك، أكدت السلطات السعودية أمس، أن الوضع الأمني في منى كان ممتازاً، ولم يتم رصد ما يعكر صفو الحجاج أو يؤثر في سلامتهم. وأوضح المتحدث الأمني في وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، خلال مؤتمر صحافي أمس، للجهات الأمنية العاملة بالحج، أنه تم نقل أكثر من 90 في المئة من حجاج التروية إلى مشعر منى، إضافة إلى نحو 100 ألف من الحجاج الذين توجهوا مباشرة إلى مشعر عرفات. ورداً على سؤال إلى «الحياة» عن لغة الخطاب الإيرانية المستفزة وغير المسبوقة في التهجم على السعودية، أجاب التركي بأنه «في إطار المهمات الأمنية تؤخذ كل الاحتمالات في الاعتبار، ويتم التعامل مع أي موقف يرصد بموجب الأنظمة المرعية في المملكة والمهنية المعهودة من رجال الأمن في تعاملهم مع مثل هذه الحالات». وطالب بتحري الدقة في ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم نقل رسائل خاطئة عن الحج إلى مختلف المسلمين في أنحاء العالم، مؤكداً أنه سيتم تطبيق نظام الجرائم المعلوماتية، فيما لو تمت تجاوزات أو ارتكبت مخالفات في هذا النظام. من جانبه، قال قائد التوعية والإعلام بقوات أمن الحج العقيد سامي بن محمد الشويرخ: إن حج هذا العام شهد ربط كثير من آلات التصوير يتم استخدامها من طائرات من دون طيار بمركز القيادة والسيطرة، «وذلك لمواكبة حركة الحجاج في جميع المشاعر في منى وعرفة ومزدلفة، حتى العودة إلى منى مرة أخرى، وكذلك في الحرم الشريف». ولفت إلى أنه تم استحداث مركز ضبط التفويج، للتأكد من سلامة ونجاح جميع الخطط التي تتعلق بتفويج وحركة الحجاج في جميع المشاعر من جميع القطاعات الأمنية والحكومية ذات العلاقة. من جهته، نفى مستشار وزير الحج حاتم قاضي - رداً على سؤال ل«الحياة» خلال المؤتمر - أي تغير في أرقام الدول التي تدّعي إيران سيطرتها السياسية عليها، وأنه أمر مفصول عن عدم رغبة إيران في السماح لأفراد شعبها بالحج، «على رغم كل التسهيلات المقدمة لها، مثل بقية حجاج بيت الله من الدول المختلفة». ونوه بأنه تم إرشاد سبعة آلاف حاج تائهين، منذ بداية شهر ذي الحجة حتى يوم أمس، وذلك عبر أكثر من ألف كشاف. في غضون ذلك، تلقت هيئة الهلال الأحمر السعودي عبر فرقها الأرضية والجوية المنتشرة أمس، 825 بلاغاً في العاصمة والمشاعر المقدسة، تم نقل 317 حالة إلى المستشفيات القريبة منها، وعلاج 377 حالة بالموقع، فيما تعذر مباشرة 131 بلاغاً لأسباب عدة. وحذرت وزارة الصحة حجاج بيت الله الحرام من الإصابة بالإجهاد الحراري والضربات الحرارية (ضربات الشمس) عند تعرضهم للزحام وأشعة الشمس فترات طويلة. من جانبه، أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد بن أمين مدني أن إقحام الخطاب السياسي الجارح والخاطئ، والنكوص عن إجماع قرارات المنظمة في شأن الحج، لا يمكن أن يؤدي إلا إلى الفتنة وتمزيق الوشائج وإضعاف الأمة. ودعا مدني المسلمين، في تصريح صحافي أمس، إلى أن يبتعدوا عن كل ما يفرقهم، وأن يستنيروا برسالة خاتم الأنبياء عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وبأخلاقه، وأن يدركوا حجم التحديات التي يواجهها العالم الإسلامي من الداخل ومن الخارج، وأن يعملوا على مواجهتها بكل إخلاص وإيمان.