أعلن التلفزيون الكوري الشمالي الحكومي اليوم (الجمعة) أن كوريا الشمالية أجرت تجربة نووية خامسة «ناجحة» أحدثت انفجاراً قالت كوريا الجنوبية إنه «الأقوى حتى اليوم». وقال التلفزيون إن «علماءنا النوويين أجروا اختباراً لانفجار ذري لرأس نووي حديث في موقع الاختبارات النووية في شمال البلاد». وأضاف أن «حزبنا يوجه رسالة تهنئة إلى علمائنا النوويين (...) لإجرائهم تجربة ناجحة لتفجير رأس نووي». وأعلنت وكالة الأنباء الكورية الشمالية من جانبها، أن التجربة النووية الخامسة أكدت قدرت بيونغيانغ على وضع رأس نووية على صاروخ. وقالت الوكالة إن «هذه التجربة النووية أكدت في نهاية المطاف (...) البنية والمميزات الخاصة لرأس نووي أعد بطريقة تمكن من وضعه على صواريخ باليستية استراتيجية». وكانت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية قالت إن النظام الكوري الشمالي أجرى اليوم تجربة نووية هي الخامسة له و«الأقوى حتى اليوم» بالمقارنة مع سابقاتها، بحسب ما أفادت وكالة أنباء «يونهاب». وقالت الوكالة الكورية الجنوبية نقلاً عن مسؤول في الوزارة لم تسمه «نعتقد أن الشمال أجرى اليوم تجربة نووية»، مضيفاً أن سيول تعتبر أن «قوة الانفجار تعادل حوالى 10 كيلوطن. إنه أقوى انفجار يقوم به الشمال حتى اليوم». ووصفت رئيسة كوريا الجنوبية بارك غيون-هي اليوم التجربة النووية الكورية الشمالية بأنها «تدمير ذاتي» و«عمل استفزازي» سيزيد من عزلة هذا البلد. وقالت بارك في بيان «بهذه التجربة النووية، لن يجلب نظام كيم جونغ-أون سوى مزيد من العقوبات والعزلة (...) وعمل استفزازي كهذا سيزيد من سرعة تدميرها الذاتي». وأضافت أن هذه التجربة النووية تدل على «تهور» الزعيم الكوري الشمالي و«هوسه» في بناء ترسانة نووية على رغم الانتقادات الشاملة». وأكدت الرئيسة الكورية الجنوبية «سنعزز الضغط على الشمال باستخدام كل الإجراءات الممكنة بما في ذلك فرض مزيد من العقوبات مع الأسرة الدولية في مجلس الأمن». وكانت «هيئة المسح الجيولوجي الأميركية» رصدت نشاطاً زلزالياً في كوريا الشماية صباح اليوم قوته 5.3 درجة، وقالت «وكالة الأرصاد الكورية الجنوية» في وقت سابق إن الزلزال ناجم على الأرجح عن تجربة نووية. من جهته، قال «مجلس الأمن القومي» التابع للبيت الأبيض إنه أحيط علماً بالهزة الأرضية التي وقعت في شبه الجزيرة الكورية قرب موقع للتجارب النووية في كوريا الشمالية. وأضاف المجلس في بيان «نحن نراقب ونستمر في تقييم الموقف بتنسيق وثيق مع شركائنا الإقليميين». وقال التلفزيون الصيني على موقعه الإلكتروني اليوم، إن وزارة البيئة الصينية بدأت بشكل عاجل عملية لمراقبة الإشعاع في المناطق الحدودية في شمال شرقي الصين بعد أن أجرت كوريا الشمالية ما يعتقد أنها تجربة نووية. وذكرت «وكالة أنباء الصين الجديدة» الرسمية (شينخوا)، أن على كل الأطراف في المجتمع الدولي التحلي بضبط النفس في أعقاب التجربة النووية الكورية، لأنه ليس من مصلحة أحد أن تشهد شبه الجزيرة الكورية حالاً من الفوضى أو الحرب. وقالت «شينخوا» في تعليق هو رد الفعل الرسمي الصيني الأول على التجربة النووية الكورية الشمالية، إنه «ليس من الحكمة» إجراء مثل هذه التجربة، لكن قرار كوريا الجنوبية نشر منظومة أميركية مضادة للصواريخ يضر بشكل خطر بالتوازن الاستراتيجي الإقليمي. إلى ذلك، قال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشهيدي سوغا، إن هناك احتمالاً كبيراً بأن كوريا الشمالية أجرت تجربة نووية. وأضاف سوغا في مؤتمر صحافي أن رئيس الوزراء اليابان شينزو آبي أصدر تعليمات للوزراء المعنيين لجمع وتحليل المعلومات المتعلقة بكوريا الشمالية. وقال آبي إن «التجربة النووية الكورية الشمالية ليست مقبولة إطلاقاً في نظر اليابان». من جهته، قال وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا اليوم، إن طوكيو احتجت لدى كوريا الشمالية في شأن ما يشتبه بأنها أحدث تجربة نووية تجريها بيونغيانغ. وقال كيشيدا للصحافيين إن هذه التجربة إذا تأكدت ستكون خرقاً لقرارات الأممالمتحدة وتمثل تحدياً خطيراً للجهود الدولية الرامية لمنع انتشار الأسلحة النووية. وفي السياق نفسه، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس فرنسوا هولاند «يدين بقوة» التجربة النووية الكورية الشمالية، ويدعو مجلس الأمن إلى النظر في «هذا الانتهاك لقراراته». وقال الإليزيه في بيان إن «الأسرة الدولية يجب أن تتحد في مواجهة هذا الاستفزاز الجديد الذي يأتي بعد إدانة مجلس الأمن بالإجماع للتجارب الباليستية التي أجرتها بيونغيانع الإثنين». وكانت بيونغيانغ أطلقت الإثنين الماضي ثلاثة صواريخ باليستية قرابة الساعة 3:00 بتوقيت غرينيتش من منطقة هوانغجو في غرب كوريا الشمالية وسقطت في بحر اليابان، بعد أسبوعين على إطلاق غواصة كورية شمالية صاروخاً باليستياَ. ورفضت إدانة مجلس الأمن لإطلاقها صواريخ باليستية أخيراً وتهديده باتخاذ «إجراءات إضافية أساسية» إذا لم تتوقف عن إطلاق هذه الصواريخ. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية إن بيان مجلس الأمن «عمل لا يمكن القبول به يدوس كرامتها وحقها في الوجود وسيادتها وحقها في تأمين الدفاع عن نفسها». وتحظر القرارات الدولية على كوريا الشمالية أي برنامج نووي أو باليستي.