تراجع الزميل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي عن قوله بأن الصحف الورقية ستبقى لسنوات طويلة، معلناً انضمامه لرأي الزميل رئيس تحرير صحيفة «إيلاف الإلكترونية» عثمان العمير، الذي عارضه قبل عام حينما نعى الصحف الورقية، مؤكداً أن تراجعه عن رأيه يعود لظهور جهاز «الآي باد» الذي يمثل ثورة إعلامية جديدة. وعلى رغم إقرار خاشقجي بصعوبة إنشاء قنوات فضائية، إلا أنه اعتبر العمل في الميدان الصحافي «أشق من العمل في المجال المرئي»، موضحاً أن القناة الإخبارية الجديدة التي انتقل للعمل على تأسيسها وإدارتها، ستكون ذات منهج مختلف عما هو موجود في الساحة التلفزيونية، ولن تظهر كنسخة مقلدة لقناتي «العربية» و«الجزيرة» اللتين تتبعان في أسلوبهما مدرسة BBC البريطانية، مشدداً على أن القناة إذا لم «تقدم إضافة جديدة، فإنها ستفشل»، مبيناً أن مضمون القناة يتمثل في الاهتمام بالتنمية والتطور والسعودية الجديدة، على رغم أن إطار القناة يشمل العالم العربي ككل، مستدركاً: «لو أصبحت رقم واحد في مصر، وفي السعودية متأخرة، فمعنى ذلك أنها ستفشل، لأن إيرادات الإعلانات أغلبها تأتي من المعلنين السعوديين». وأقر خاشقجي أثناء استضافته في «ملتقى إعلاميي الرياض» أول من أمس بأن القناة (الممولة من الأمير الوليد بن طلال)، ستواجه بعض التحديات بسبب الثقافة العربية التي تحذر مما يبث في القنوات السياسية والإخبارية، إلا أنه أكد أن القناة «ستمارس قدراً كبيراً من السياسة، خصوصاً أن مالكها له مصالح كبيرة في العديد من الدول العربية، وهذا ما سيشكل تحدياً آخر». وقال إن القناة ستستعمل «قدراً معقولاً من الحرية»، بيد أنه قال: «لا توجد حرية مطلقة في الإعلام العربي. مبيناً أن القناة لن يكون مقرها السعودية، «نظراً لعدم وجود نظام يسمح بإنشاء قنوات فضائية، ولكن ستكون هناك مكاتب في المدن الرئيسية»، ملمحاً إلى أن القناة سيكون مقرها «إما دبي أو بيروت»، ولن تنطلق قبل عام من الآن. وحمّل عدم ظهور هيئة الصحافيين السعوديين (وهو عضو في مجلس إدارتها) بالأداء الذي يرضي العديد من الإعلاميين إلى عدم تفرغ أعضائها للعمل فيها، غير أنه قال إن نظام الهيئة يتميز بأنه نظام ديموقراطي، ويجب على الإعلاميين استغلاله لمصلحتهم قائلاً: «إذا كان لديكم شعور بضعفها، فعليكم المشاركة فيها وعدم تركها»، مطالباً بإيجاد قيادات إعلامية متفرغة للعمل في الهيئة، داعياً الإعلاميين (غير الراضين عن أدائها) إلى تكوين تكتلات للتصويت لمن يرغبون فيهم كأعضاء في الانتخابات المقبلة للهيئة. وكشف خاشقجي أن هيئة الصحافيين السعوديين ستقدم ورقتين يوم السبت المقبل إلى وزير الثقافة والإعلام تحملان مقترحين، الأول يطالب بإجراء بعض التعديلات على نظام المطبوعات، والآخر يطالب بوضع ميثاق شرف إعلامي. ولم يؤيد وجود سقف زمني لرؤساء التحرير قائلاً: «إذا كانت الصحفية تسير في أمان ونجاح، فلم أطالب بتغيير رئيس التحرير، فهناك جمعية عمومية تستطيع المطالبة بتغيير الرئيس إذا لم ترغب في ذلك». ونبه إلى أن الصحافة السعودية تواجه مشكلة وجود المراسلين أكثر من المحررين (محرري الديسك)، مضيفاً: «ربما نحن في السعودية لن نتعلم الصحافة إلا حين يتخذ قرار باختفاء المحررين الأجانب قسراً من مكاتب الصحف، حتى يقوم الشباب السعوديون بممارسة العمل في مكاتب التحرير (الديسك) التي يسيطر عليها كثير من الأجانب»، مبيناً أن «مهنة الديسك تحتاج إلى انضباط وتعب، كما أن اسم المحرر لا يظهر في الصحيفة، لذلك يهرب منها كثير من الصحافيين السعوديين»، غير أنه أكد «ضرورة أن يتوجه الإعلاميون الشبان إلى الديسك، لأنه يمثّل العمل الصحافي الحقيقي، الذي يصنع إعلامياً محلياً قائماً على أبناء البلد». وحول الحديث عن إقالة أم استقالة من صحيفة «الوطن»، قال «الإقالة أم الاستقالة هي فاتحة خير عموماً»، مؤكداً أنه ما زال تربطه علاقات متينة بأصحاب الصحيفة الذين تفاهمت معهم على الخروج «بشكل لطيف بعد أن شعرت بأنني أصبحت عبئاً على الصحيفة».