لندن - موقع «بي بي سي» الإلكتروني - دشّنت اندونيسيا مشروعاً زراعياً بكلفة 5 بلايين دولار لتأمين أراض زراعية في إقليم بابوا شرق البلاد. ويهدف المشروع الى أن تحقق اندونيسيا اكتفاء ذاتياً في إنتاج الغذاء، ويحوّل اقليم بابوا الى سلة خبز البلاد. ولم يستبعد منتقدون احتمال أن يأتي المشروع بنتائج عكسية تجرّ مزيداً من المشاكل على بابوا، الذي يعد من أبعد الأقاليم الأندونيسية وأقلها نمواً. ولفت مراسل «بي بي سي» كاريشما فاسواني في جاكرتا، إلى أن الحكومة الأندونيسية تتوقع أن تستغرق اربعة اعوام على الاقل لتحقيق طموحاتها في تحقيق الاكتفاء الغذائي الذاتي عبر مشروع بابوا. وأشارت وزارة الزراعة الاندونيسية، إلى أن الأراضي الزراعية في منطقة ميراواك «ستغطي مساحة بين 3000 و3500 كيلومتر مربع، أي ثلاثة اضعاف مساحة سنغافورة». وأملت الحكومة أن «يجذب المشروع مستثمرين من أنحاء العالم». وأوضح وكيل وزارة الزراعة الأندونيسية بايو كريشنامورتي في تصريح إلى «بي بي سي»، أن الخطة «تشمل زراعة محاصيل الرز والسكر والذرة في أراضي بابوا الزراعية». وأكد حرص الحكومة على ضمان أن «تكون الوظائف التي يؤمّنها المشروع، لأعضاء المجتمع المحلي». لكن منتقدي المشروع أشاروا إلى عدم وجود عدد كاف من اهالي بابوا لشغل فرص العمل التي يخلقها المشروع. فيما يخشى الأهالي ومن بينهم حاكم الاقليم بارناباس سويبو من تدفق المهاجرين من مناطق اندونيسيا إلى الاقليم للعمل في المشروع، لافتاً إلى أن «الهجرة من أماكن اخرى في اندونيسيا تزداد بالتأكيد نتيجة المشروع، وليست لدينا أعداد كافية من المواطنين المحليين لشغل هذه الوظائف». وأكد ضرورة «المباشرة في تدريب السكان المحليين لتنمية مهاراتهم حتى يتمكنوا من خوض منافسة عادلة مع المهاجرين الذين يمتلكون مهارات افضل». ويتمتع اقليم بابوا بحكم ذاتي خاص منذ العام 2001، بموجب صفقة مع الحكومة الاندونيسية لتهدئة مطالب الاستقلال في المنطقة. لكن كثراً يعتقدون أن هذا الحكم الذاتي لا طائلة منه، وكان أعضاء من المجلس المحلي في الإقليم أعادوا نصباً مصغراً يرمز إلى الحكم الذاتي إلى جاكارتا.