أصدر كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكةالمكرمة بجامعة أم القرى أخيراً، كتاباً بعنوان «المشاعر المقدسة عبر العصور.. دراسة تاريخية حضارية»، الذي يعد مؤلفاً علمياً تاريخياً، ألفه فريق بحثي يتكون من تسع عضوات من هيئة التدريس بقسم التاريخ بجامعة أم القرى. ونوه مدير جامعة أم القرى رئيس الهيئة الاستشارية لكرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكةالمكرمة الدكتور بكري عساس بالدور الذي أنشئ الكرسي من أجله خدمة لتاريخ مكةالمكرمة، وتعبيراً عن اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بالتاريخ والمؤرخين، وهو الكرسي، الذي حظي بموافقته على إنشائه وحمل اسمه الكريم، وتكرّم بتدشين اتفاقه، اهتماماً منه بالدراسات العلمية والتاريخية لمكةالمكرمة وتوثيقها، وذلك في سياق رعايته للحرمين الشريفين وجهوده في خدمت زائريها. من جهته، ثمّن مدير جامعة أم القرى بالنيابة الدكتور ثامر بن حمدان الحربي الحراك البحثي لكرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز للدراسات تاريخ مكةالمكرمة وتميزه بالحراك البحثي، وتنوع المواضيع التي تناولت العصور التاريخية لمكةالمكرمة، وبخاصة مكتسبات العهد السعودي الزاهر، وإسهامه في الفعاليات الثقافية. بدوره، أكد المشرف على الكرسي الدكتور عبدالله بن حسين الشريف أهمية الكتاب ومحتواه العلمي، لافتاً الانتباه إلى أنه مشروع بحثي تبنّاه الكرسي وهو الأول في بابه، إذ شمل تدوين تاريخ جامع ومجمل للمشاعر المقدسة عبر العصور، إذ لم تدرس في دراسة علمية جامعة عبر التاريخ من قبل، ويعد الكتاب نواة لدراسات أكثر عمقاً وتفصيلاً، مبيناً أن الكتاب تناول تاريخ المشاعر منذ ما قبل الإسلام إلى العصر الحديث، ووصفها وبيّن حدودها ومعالمها، والأحوال السياسية والحوادث التي تعرضت لها وأثر الفتن في أمنها، والأحوال العلمية والثقافية فيها والدعوة والوعظ والإرشاد، كما تناول الجوانب الاقتصادية والبيئية في مواسم الحج، والجوانب العمرانية والحضارية. وأفاد بأن الكتاب تحدث عن التطور الهائل الذي شهدته المشاعر المقدسة في العهد السعودي الزاهر بعد ارتفاع أعداد الحجاج المطرد، وما حظيت به المشاعر من اهتمام ورعاية ملوك المملكة والمشاريع الخدمية الكبرى التي أمروا بها، ومنها مشروع تطوير جسر الجمرات والخيام المضادة للحريق والطرق ووسائل النقل والمواصلات والاتصالات وقطار المشاعر وعمارة المساجد وتوسعتها ومشروع المجزرة الحديثة والإفادة من لحوم الهدي والأضاحي والمرافق العامة والخدمات الصحية والماء والكهرباء والصرف الصحي والنظافة والأعمال الخيرية وتوفير الغذاء والجهود الأمنية التي أسهمت في أداء حجاج بيت الله الحرام نسكهم في أمن ويسر واطمئنان. وتطرّق المشرف على الكرسي إلى الإنجازات البحثية والثقافية، التي حققها الكرسي، المتمثلة بندوة علمية كبرى عن الطوافة والمطوفين ومحاضرة علمية للمؤرخ الهولندي أرنولد فروليك حول كتابات سنوك عن مكةالمكرمة ودورة تدريبية ورحلة علمية إلى معالم مكة التاريخية ومعرض دائم لصور مكة التاريخية وغيرها من النشاطات الثقافية، ونحو 70 بحثاً علمياً محكماً نشر منها 20 كتاباً و35 بحثاً، والبقية في طريقها إلى النشر.