اعتقلت أجهزة الأمن الفرنسية ستة أشخاص بينهم زوجان يخضعان لمراقبة في إطار تحقيقات للتعرف إلى أصحاب سيارة من نوع «بيجو 607» لم تحمل لوحات عُثِر عليها ليل السبت الماضي مركونة قرب كاتدرائية نوتردام وسط باريس، وفي داخلها 6 قوارير غاز لم تكن مجهزة بصواعق أو بمعدات حارقة، ودفتراً يتضمن كتابات باللغة العربية. وتبين لاحقاً أن مالك السيارة مدرج على لائحة الاستخبارات للمشبوهين في تطرفهم دينياً، ولكنه أطلق لاحقاً. وتزامنت الاعتقالات مع تكرار رئيس الوزراء مانويل فالز القول إن «التهديد الإرهابي في مستوى مرتفع لا سابق له»، فيما أشار وزير الداخلية برنار كازنوف إلى أن أجهزة الأمن اعتقلت خلال آب (أغسطس) الماضي 7 أشخاص على صلة بشبكات إرهابية، وأن 3 أعدوا لتنفيذ اعتداءات. وفيما تقع كاتدرائية نوتردام في منطقة سياحية تاريخية يقصدها الباريسيون والسياح بكثافة، خصوصاً يوم الأحد، نددت فلورانس بيرتو، رئيسة بلدية الدائرة الباريسية الخامسة، حيث رُكنت السيارة، بصعوبة استباق التهديد، ولفتت إلى أن المعلومات المتوافرة لديها تشير إلى أن السيارة بقيت متوقفة لمدة ساعتين في مكان ممنوع. وأبدت اعتقادها بأن قوات الأمن التي تتولى حفظ الأمن بموجب حال الطوارئ السارية في البلاد منذ اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، تعاني من التعب، ويتعذر وجودها في كل الأماكن في آن. على صعيد آخر، كشف كازنوف أن عدد الفرنسيين الذين سافروا للالتحاق بصفوف تنظيم «داعش» هذه السنة تراجع أربعة أضعاف عن العام الماضي، إذ سافر 18 فرنسياً فقط إلى منطقة الشرق الأوسط في الأشهر الستة الأولى من السنة الحالية، مقارنة ب 69 في الفترة ذاتها من 2015. وعزا ذلك إلى الخسائر العسكرية التي تكبدها التنظيم والجهود الكبيرة التي تبذلها باريس في مكافحة الإرهاب، علماً أن فرنسا التي تحتضن أكبر عدد من المسلمين في أوروبا، باتت مركزاً رئيساً لتجنيد مقاتلين ل «داعش»، إذ سافر منها مئات إلى منطقة الشرق الأوسط منذ أن سيطر التنظيم على مساحات كبيرة من العراق وسورية. وتفيد أرقام وزارة الداخلية بأن 689 فرنسياً لا يزالون في الشرق الأوسط، بينهم 275 سيدة و17 قاصراً. كما تظهر بيانات محاولة أكثر من 900 السفر إلى المنطقة أو إبداء رغبتهم في الذهاب إليها.