يبدو أن الأزمة المالية حققت ما عجز الشيوعيون الروس عن تحقيقه منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. فقد قرر كثيرون في روسيا ضيقت عليهم الأزمة سبل العيش البحث عن حلول لمشكلاتهم في... رأس المال. ولفت الإقبال المتزايد على أشهر كتب صاحب النظرية الشيوعية كارل ماركس الى مشكلة لم تحسب لها السلطات حساباً. وبحسب مسح أجرته دار نشر روسية فإن أبناء الجيل الشاب هم الأكثر إقبالاً على شراء نسخ من كتاب «رأس المال» لكارل ماركس وتراوح فئاتهم العمرية بين 18 و 24 سنة. وقالت أوليسا بونداريفسكايا وهي صاحبة مكتبة في مدينة كازان إن الصعوبة تكمن في تلبية طلبات الزبائن المتزايدة خصوصاً بسبب النقص الحاد في نسخ الكتاب لأنه طبع للمرة الأخيرة في روسيا قبل عشرين سنة، ولم تستبعد أن يعاد طبعه مجدداً لسد الحاجة المتزايدة. وإضافة الى الرغبة في فهم أسباب الأزمة وسبل الخروج منها يسعى المقبلون على كتاب ماركس «للاطلاع على أشياء جديدة لم تشتمل عليها المناهج المدرسية خلال السنوات العشرين الأخيرة». الطريف أن الإقبال على ماركس لم يقتصر على كتابه الشهير، إذ قالت يوليا بروخوروفا وهي طالبة جامعية إن عبارة كتبها ماركس ذاته في العام 1867 غدت أخيراً الأكثر تردداً في أوساط الطلبة الجامعيين وهم يتناقلونها بينهم على شكل رسائل قصيرة على الخليوي. ونالت العبارة هذه الشهرة لأنها تتحدث عن الأزمة المصرفية وهي تبدو بعد مرور نحو 150 سنة على كتابتها وكأنها كتبت اليوم، وفحواها أن «أصحاب رؤوس الأموال يشجعون الطبقة العاملة على شراء سلع باهظة الثمن من أجل تنشيط قطاع القروض المصرفية. وعندما تغدو القروض كبيرة جداً ويبدأ العجز عن سدادها تلجأ الدولة لتأميم المصارف، وهذه خطوة نحو بناء الشيوعية».