كشف مسؤول فلسطيني رفيع ل «الحياة» أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أبلغ الجانب الروسي أنه لم يعد راغباً في عقد لقاء مع الرئيس محمود عباس. وأوضح: «علمنا أن نتانياهو أبلغ (المبعوث الروسي لعملية السلام ميخائيل) بوغدانوف أن اللقاء مع الرئيس عباس لم يعد أولوية له بسبب مطالبته بوقف الاستيطان وإطلاق سراح أسرى ما قبل اتفاق أوسلو». والتقى المبعوث الروسي أمس، وفداً فلسطينياً في رام الله ضم كلاً من رئيس دائرة المفاوضات صائب عريقات وجبريل الرجوب والطيب عبد الرحيم وأحمد مجدلاني. وقال المسؤول الفلسطيني إن نتانياهو أبلغ الجانب الروسي إن أولويته في هذه المرحلة تتمثل في ما سماه «محاربة الإرهاب» و «صنع السلام مع العرب». وقال بوغدانوف في إيجاز للصحافيين في رام الله عقب لقائه عدداً من المسؤولين الفلسطينيين، إن الرئيس عباس «وافق من حيث المبدأ» على لقاء نتانياهو في موسكو، مضيفاً: «نعمل على موعد اللقاء وشكله ومضمونه». لكن مسؤولين فلسطينيين قالوا ل «الحياة» إن تصريحات بوغدانوف هذه جاءت بهدف تجنب الإعلان عن فشل مهمته عقب تراجع نتانياهو عن اللقاء. وقال عريقات في إيجاز للصحافيين عقب اللقاء مع بوغدانوف: «إسرائيل استقبلت المبعوث الروسي بالإعلان عن مشروع للتوسع الاستيطاني في الخليل، وقبل يوم من وصوله أعلنت عن مشروع للتوسع الاستيطاني في القدس، وقبله بيوم أعلنت عن مشروع لتشريع البؤر الاستيطانية». وأضاف: «نحن لا نغلق الباب أمام جهد لإحياء عملية السلام، لكن إسرائيل هي التي تقتل حل الدولتين بمشاريع التوسع الاستيطاني». والتقى المبعوث الروسي أمس أيضاً نتانياهو، لكن اللقاء لم ينجح في إحراز تقدم لجهة عقد قمة ثلاثية تجمع عباس ونتانياهو والرئيس فلاديمير بوتين. وفي العاصمة البولونية وارسو، جدد الرئيس عباس تمسكه بالسلام كخيار «باعتباره مصلحة لفلسطين ولإسرائيل وللعالم أجمع في آن». وقال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره البولندي أندريه دودا في القصر الرئاسي: «اقترح علينا الرئيس بوتين أن نلتقي في موسكو يوم 8 الشهر، وأنا وافقت على ذلك، وكان مفترض أن أذهب من هنا إلى موسكو للقاء نتانياهو، لكن مع الأسف الشديد هناك حديث جرى أمس في القدس بين مبعوث بوتين ونتانياهو اقترح الأخير خلاله تأجيل هذا اللقاء، لا أدري إلى متى، لكني مستعد أن أحضر غداً أو في الوقت الذي يتم فيه الاتفاق على موعد لأنه يهمني جداً هذا الحوار بيننا وبين الإسرائيليين، سواء كان في موسكو أو أي مكان آخر، لأن الحوار هو الطريق الوحيد للوصول إلى سلام لإقامة دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل لتعيشا بأمن واستقرار». وأضاف عباس: «أحطت الرئيس البولندي بآخر تطورات عملية السلام وما آلت إليه العلمية التفاوضية من طريق مسدودة بسبب تعنت الحكومة الإسرائيلية، رغم الجهود القيمة والمشكورة التي بذلتها الولاياتالمتحدة، ولا يفوتنا أن نشيد بدعم الاتحاد الأوروبي السياسي والاقتصادي، خصوصاً في دعم جهودنا لبناء مؤسسات دولتنا المستقلة وبنيتها التحتية». وأكد ضرورة عقد المؤتمر الدولي الذي دعت إليه فرنسا وحضرته بولندا، شاكراً وارسو على مشاركتها ودعمها هذه العملية من خلال مشاركة وزير خارجيتها الذي حضر اجتماع باريس. وقدم عباس الدعوة إلى نظيره البولندي لزيارة دولة فلسطين نهاية العام، خصوصاً في أعياد الميلاد المجيد، قائلاً: «إن شاء الله نحضرها سوياً في كنيسة المهد، هذه الكنيسة العزيزة القريبة إلى قلوبنا، ننتظركم في فلسطين وأهلا وسهلا بكم». بدوره، قال الرئيس البولندي إنه مؤمن بأنه سيكون هناك حل سياسي للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي من أجل إقامة دولتين تعيشان جنباً إلى جنب. وأعرب عن سروره للاقتراح الذي تقدم به الرئيس عباس لإقامة منطقة صناعية بولندية في فلسطين مثل تلك الموجودة بين دول أوروبا، مؤكداً أنه سيكون هناك اهتمام بها من جانب حكومته ورجال الأعمال. وأكد عمق العلاقات التي تربط بين جمهورية بولندا ودولة فلسطين منذ 11 عاماً حين بدأت البعثة البولندية عملها في فلسطين، مشيراً إلى أن بولندا ستبقى على عهدها ودعمها المتواصل. وأشار إلى أن هناك مشاركة بولندية حثيثة في العملية السلمية، إذ شارك وزير الخارجية فيتولد فاشيكوفسكي في مؤتمر باريس بداية تموز الماضي، كما أن بولندا تحث الخطى على المشاركة من أجل البحث عن حل للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي. وتابع: «ما يعني بولندا بشكل مباشر أن يتم التوصل إلى حل ينهي هذا الصراع، ويؤدي إلى تهدئة الوضع من أجل إقامة دولتين جنباً الى جنب في المستقبل، بما يضمن الأمن للمواطنين في كلتا الدولتين».