لم تنجح الجولة الثالثة للمبعوث الاميركي الخاص بعملية السلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل في استئناف المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية بسبب رفض الجانب الاسرائيلي تجميد برامج التوسع الاستيطاني وقبول مبدأ حل الدولتين. وقدّم الرئيس محمود عباس امس للمبعوث الاميركي في لقائهما في مقر الرئاسة في رام الله لائحة بمشاريع التوسع الاستيطاني الجديدة للعام الحالي وبعدد عطاءات البناء الجديدة في المستوطنات، وخرائط توسيع مستوطنة «معالية ادوميم» المعروف باسم مشروع «E1»، وهو المشروع الذي يعيق التواصل بين شمال الضفة الغربية ووسطها من جهة وجنوبها من جهة اخرى، ويعزل مدينة القدس عن باقي مناطق الضفة، كما قدّم له لائحة بأعداد البيوت التي هدمتها اسرائيل في القدسالمحتلة، وأخرى بأعداد البيوت التي صدرت بحقها اوامر هدم. وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات في رد على سؤال ل «الحياة» عما اذا كان ميتشل وفريقه طالبوا الجانب الفلسطيني باستئناف المفاوضات مع اسرائيل: «قالوا لنا (الاميركيون) انهم الآن يتحدثون الى الاطراف المختلفة». ويزور ميتشل في جولته هذه كلا من سورية ولبنان ومصر والاردن الى جانب اسرائيل واراضي السلطة الفلسطينية. واضاف عريقات ان الاميركيين «يعرفون اننا لسنا ضد استئناف المفاوضات في شأن الدولة والقدس واللاجئين وغيرها من قضايا الوضع النهائي، لكنهم يعلمون ايضا ان على اسرائيل ان تقبل بحل الدولتين وتوقف التوسع الاستيطاني». وتابع: «الاميركيون يعرفون انه عندما ترفض اسرائيل وقف الاستيطان وترفض حل الدولتين فمعنى ذلك انها ترفض المفاوضات النهائية». وقال ان الجانب الفلسطيني يريد رداً بكلمة واحدة من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اذا ما كان يقبل التفاوض على القدس والدولة واللاجئين والحدود والمياه. وكان ميتشل اعلن في مستهل جولته انها تهدف الى استئناف فوري للمفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية. لكن نتانياهو لم يعلن قبوله المطلب الاميركي بوقف الاستيطان وفق ما تنص عليه «خريطة الطريق» ومبدأ حل الدولتين. وأبلغ نتانياهو ميتشل في لقائهما اول من امس انه يعتزم اعلان رؤيته لعملية السلام في خطاب يلقيه الاحد المقبل. ووصف عريقات اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي بأنه يمثل «احد اشكال المماطلة والتهرب من العملية السلمية». وعمد المبعوث الاميركي في ايجاز صحافي قصير عقب لقائه الرئيس عباس الى طمأنة الفلسطينيين الى ان العملية السلمية تهدف الى اقامة دولة فلسطينية، وقال: «الباحثون عن السلام ملتزمون خلق الظروف لاستئناف فوري للمفاوضات وللتوصل الى نتائج سريعة». واضاف ان «الحل الوحيد القابل للحياة لهذا الصراع هو الذي يستجيب تطلعات الجانبين بإقامة دولتين». وتابع ان كما قال الرئيس باراك اوباما قبل اسبوع، فإن «الولاياتالمتحدة لن تدير ظهرها للتطلعات الفلسطينية المشروعة في الكرامة وفي اقامة دولة مستقلة لهم». وطلب عباس من ميتشل ايضا البدء الفوري في عملية اعادة بناء ما دمرته الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة مطلع العام. وقال عريقات ان الرئيس ابلغ ميتشل ان الاممالمتحدة يمكن ان تقوم بعملية البناء، كما أكد له التزام الفلسطينيين بما نصت عليه خطة «خريطة الطريق» بما يشمل «التزام السلطة الواحدة والسلاح الشرعي الواحد، إضافة إلى وقف التحريض المتبادل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي». وقال عريقات ان مطالبة الفلسطينيين بوجوب قيام الحكومة الإسرائيلية بالتزام حل الدولتين والاتفاقات الموقعة ووقف النشاطات الاستيطانية بما فيها النمو الطبيعي، لا تشكل شروطا مسبقة وإنما هي التزامات ترتبت على إسرائيل من «خريطة الطريق». وتابع ان «هذه التزامات حرفية كما هي الحال بالنسبة الى فتح المكاتب الفلسطينية في القدسالشرقية، ورفع الحواجز والإغلاق، والكف عن استخدام الغذاء والدواء كسيوف مسلطة على رقاب أبناء شعبنا في قطاع غزة». ونقل عريقات عن ميتشل قوله ان الجانب الاميركي يريد «بداية سريعة ونهاية سريعة» للمفاوضات. واضاف: «لكن يبدو حتى الآن أن الخلافات الأميركية - الإسرائيلية عميقة».