عقد جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان سلسلة محادثات في بغداد امس، اهمها مع رئيس الحكومة نوري المالكي تناولت مراحل انسحاب القوات الاميركية المقاتلة واكتمالها المنتظر نهاية الشهر الجاري والمراحل التي قطعتها مشاورات القادة السياسيين في بغداد لتشكيل الحكومة الجديدة، اضافة الى مسألة تسليح القوى الامنية العراقية لتتمكن من تنفيذ مهامها في حماية الاستقرار. جاء ذلك وسط اشارات جديدة عن تغيير في تكتيك تنظيم «القاعدة»، خصوصاً لجهة اعتماد «اسلوب حرب الشوارع والهجمات الخاطفة ومهاجمة النقاط الضعيفة للسيطرة على مفاصل في العاصمة بدلاً عن السيارات المفخخة». وجاء في بيان عن رئاسة الحكومة «ان المالكي ناقش مع فيلتمان تطورات الحوارات الجارية لتشكيل حكومة الشراكة الوطنية». ونقل عن المالكي «تفاؤله بإحتمال التوصل إلى صيغة مشتركة تنال رضى جميع الشركاء في وقت قريب». واشار إلى «وجود مساحة مشتركة لجميع الرؤى التي قُدمت لتشكيل الحكومة المنتظرة». ونقل البيان عن فيلتمان تأكيده التزام بلاده دعم جهود العراقيين والحرص على إنجاحها. وقال مصدر اعلامي في السفارة الاميركية ل»الحياة» امس ان «فيلتمان يزور العراق كجزء من برنامج لزيارة المنطقة باعتباره مسؤولاً عن ملف الشرق الاوسط «. واضاف ان «فيلتمان سيركز في حواراته مع القادة العراقيين على تطورات العلاقة بين العراق والولايات المتحدة» من دون ان يشير الى ما ذُكر عن استعجال عقود الاسلحة. ونفى «ائتلاف دولة القانون»، بزعامة المالكي، أنباء عن نيته تقديم مرشح بديل لرئاسة الحكومة الجديدة وجدد تمسكه برئيس الحكومة الحالي، في وقت واصلت القوى السياسية درس اقتراحات «ائتلاف القوى الكردستانية» لحل الأزمة السياسية والدستورية. وكانت مناسبة احياء الذكري الاولى لرحيل الزعيم السابق ل«المجلس الأعلى الإسلامي» عبد العزيز الحكيم فرصة لرئيس الجمهورية جلال طالباني ليقول إن «الشعب يشعر بالمرارة والحيرة لتأخير تشكيل الحكومة» بعد مرور أكثر من خمسة شهور على إجراء الانتخابات التشريعية، داعياً الكتل السياسية الى بذل المزيد من الجهد لتشكيل حكومة، في وقت شدد رئيس الحكومة على ضرورة أن تكون «الخلافات السياسية وفق قواعد تستبعد إلغاء وتهميش وتسقيط الآخر». وعلى الصعيد الامني، شهد يوم امس رابع هجوم من نوعه خلال ثلاثة أسابيع قتل فيه مسلحون مجهولون، يعتقد بانهم من «القاعدة» أربعة من عناصر الشرطة وأحرقوا جثث اثنين منهم في منطقة بغداد الجديدة قبل أن يغادروا المكان في «تظاهرة علنية» رافعين علم «دولة العراق الإسلامية». كما هاجم مسلحون آخرون نقطة امن في منطقة حي العامل جنوب غربي بغداد، وقتلوا اثنين من رجال الشرطة اضافة الى سلسلة غارات اخرى خاطفة على نقاط تفتيش تابعة لمجالس الصحوة شمال بغداد. وتؤكد الهجمات الأخيرة معلومات عن تغيير في استراتيجية «القاعدة» في بغداد، والاتجاه الى تنفيذ اشتباكات مسلحة مباشرة وفرض النفوذ على الأرض، في استعادة كما يبدو لآليات عمل زعيم «القاعدة» السابق «أبو مصعب الزرقاوي» الذي اعتمد أسلوب احتلال المدن وشن غارات منها على العاصمة وضواحيها. وكانت استراتيجية «القاعدة» تغيرت بعد مقتل الزرقاوي العام 2006، اذ اعتمد خلفاه «أبو أيوب المصري» و»أبو عمر البغدادي» الانسحاب من المدن الى القرى والضواحي وتنفيذ عمليات انتحارية مدروسة وذات تأثير إعلامي واسع. وكانت الأيام الأخيرة من تموز (يوليو) الماضي وبدايات آب (أغسطس) الجاري شهدت مجموعة من الهجمات شنها مسلحون في مناطق متفرقة من بغداد بالعبوات الناسفة ومسدسات مزودة كواتم صوت راح ضحيتها 25 عنصراً من الجيش والشرطة. وسارعت قيادة عمليات بغداد أمس الى اصدار أوامر الى جميع القطعات العسكرية المرابطة في نقاط التفتيش حضت فيها على ضرورة اليقظة والانتباه لتفويت فرصة استهدافها ومنع المسلحين من السيطرة على «جيوب امنية» والتمركز فيها. وقال وليد العزاوي القائد السابق ل «مجلس صحوة السيدية» (جنوب بغداد) ل«الحياة» أن «المسلحين ركزوا منذ أكثر من عام على تكثيف ضرباتهم الانتقامية ضد تنظيمات الصحوة وقادتها، وعادوا اليوم الى استراتيجية استهداف عناصر الأمن بعدما صفوا حساباتهم مع الصحوة، التي فقدت دورها الأمني بالكامل في بغداد.