أدى أول يومين من تطبيق قرار توطين قطاع الاتصالات بنسبة 100 في المئة، إلى إغلاق محال تجارية، نتيجة إلزام منشآت بيع الجوالات وصيانتها بالسعودة الكاملة. وجالت «الحياة» في عدد من مجمعات الاتصالات المنتشرة في مدينة الرياض، التي اضطر الكثيرون من أصحاب المحال فيها إلى إغلاقها، نتيجة تطبيق قرار التوطين بنسبة 100 في المئة، ووجود عدد قليل ممن التزم بتطبيق القرار حتى الآن. وتتكون هذه المجمعات غالباً من 50 إلى 60 محلاً، كانت تعمل بالكامل حتى عند تطبيق قرار توطين قطاع الاتصالات بنسبة 50 في المئة، الأمر الذي لم يؤثر في منشآت بيع الجوالات وصيانتها بشكل كبير. إلا أن إقرار توطين القطاع بنسبة 100 في المئة، أصبح تحدياً كبيراً يقف على المحك، إما بالتوطين أو الإغلاق، فلم يصمد غير عدد قليل من المحال، يصل بعضها إلى 15 من أصل 60 محلاً في بعض مجمعات الاتصالات. واستاء كثيرون من قرار توطين قطاع الاتصالات، بحجة أن غالبية المحال تعتمد على البيع فقط من دون الصيانة، مع أن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية أقامت دورات أولية في صيانة الجوالات، استمرت لأسبوع واحد بمعدل خمس ساعات يومياً، كتركيب شاشات الجوال والتصليح الخارجي فقط، إضافة إلى دورات تخصصية دامت ستة أسابيع، لصيانة الجوالات في شكل متخصص ودقيق. ورأى المستاءون أن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تعجلت في قرار توطين قطاع الاتصالات بنسبة 100 في المئة، موضحين أنه من الأولى زيادة مدة نسبة ال50 في المئة، لإكساب السعوديين فرصة للتعلم وامتلاك الخبرة. ودعا السعوديون العاملون في مجال بيع أجهزة الجوالات وصيانتها إلى منحهم وقتاً حتى يتسنى لهم التمكن من الصيانة بشكل دقيق ومتخصص. وفي سياق متصل، أعلنت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية نتائج المرحلة الأولى من قرار توطين مهنتي بيع وصيانة أجهزة الجوالات وملحقاتها، التي استمرت لمدة ثلاثة أشهر، بدأت في الأول من رمضان، وانتهت في 29 من ذي القعدة من العام الحالي. وكشفت النتائج 28335 زيارة نفذتها الفرق التفتيشية المكلفة بمتابعة تنفيذ القرار في مرحلته الأولى، التي تقضي بتوطين 50 في المئة من القطاع. وأسفرت الزيارات عن التزام 25 ألف منشأة في مناطق المملكة، وجاءت منطقة نجران الأولى من حيث عدد المنشآت الملتزمة بنسبة 96 في المئة من إجمالي المنشآت التي تمت زيارتها، تلتها المنطقة الشرقية بنسبة 93 في المئة، ثم من الحدود الشمالية وتبوك وحائل بنسبة 91 في المئة، ثم القصيموالرياض بنسبة 89 في المئة، ومنطقة جازان بنسبة 87 في المئة، والمدينة المنورة ب84 في المئة، والباحة والجوف ب83 في المئة، ومكةالمكرمة ب76 في المئة، وأخيرًا جاءت منطقة عسير بنسبة التزام 70 في المئة. وكشف التقرير الإحصائي لنتائج المرحلة الأولى ضبط 3670 مخالفة على مستوى المملكة، تمت إحالة 2638 منها إلى لجنة العقوبات، كما أغلقت الفرق التفتيشية 2057 منشأة، منها 499 في منطقة عسير، و644 في منطقة مكةالمكرمة، في حين تم إنذار 1023 محلاً آخر كان مغلقاً، وتصدرت منطقة الرياض الإنذارات ب351 إنذاراً، ثم مكةالمكرمة ب341. يذكر أن الحملات التفتيشية التي تنفذها وزارات: الداخلية، والعمل والتنمية الاجتماعية، والشؤون البلدية والقروية، والتجارة والاستثمار، والاتصالات وتقنية المعلومات، بدأت منذ يومين مهماتها ضمن المرحلة الثانية من القرار، التي تستلزم التوطين الكامل للقطاع. وكان وزير العمل والتنمية الاجتماعية مفرج الحقباني أصدر قراراً بقصر العمل بالكامل في مهنتي بيع وصيانة أجهزة الجوالات وملحقاتها على السعوديين والسعوديات فقط، بالتعاون مع وزارات التجارة والاستثمار، والداخلية، والشؤون البلدية والقروية، والاتصالات وتقنية المعلومات. ونص القرار على إعطاء مهلة للمنشآت والعاملين في هذا النشاط لتصحيح أوضاعهم خلال ستة أشهر، بدأت من أول جمادى الآخرة 1437ه، على أن تلتزم المنشآت المعنية بتوطين المهنتين بنسبة لا تقل عن 50 في المئة خلال ثلاثة أشهر من تاريخ البدء بتاريخ 1 رمضان 1437ه، وبنسبة توطين 100 في المئة بدأت بتاريخ الأول من ذي الحجة 1437ه.