استبعد سياسيون عراقيون ان تلجأ الأحزاب العراقية المقربة من ايران الى منحها وعوداً بالتعويضات على خلفية مطالبة مجلس الشورى الإيراني العراق بتعويضات عن الحرب بين البلدين التي استمرت اكثر من ثماني سنوات. وكان مجلس الشورى الإيراني اعلن الأسبوع الماضي عزمه تفعيل مشروع قرار يُلزم الحكومة الإيرانية متابعة قضية طلب تعويضات عن الحرب العراقية على بلاده. ونسبت وكالة «مهر» الإيرانية شبه الرسمية الى عضو مجلس الشورى الإيراني حيدر بور قوله انه «لو أراد العراق دفع التعويضات لإيران على أساس سعر برميل النفط 70 دولاراً فإن عليه أن يعطي لإيران مليون برميل من النفط يومياً على مدى خمسين عاماً حتى يعوض جزءاً من أضرار الحرب العراقية - الإيرانية (1980 - 1988). وذكر عزت الشابندر المرشح السابق في «ائتلاف دولة القانون» ل «الحياة» ان الدور الإيراني في المشهد السياسي العراقي بات ضعيفاً، وأن ايران فشلت في الضغط على حلفائها في العراق للخروج بموقف موحد من الأزمة التي يمر بها العراق في تشكيل الحكومة. واستبعد الشابندر ان تتمكن ايران من اخضاع رئيس الوزراء المقبل لضغوط معينة للحصول على وعود بدفع التعويضات التي يطالب بها الجانب الإيراني من العراق. ودعا سردار عبد الله النائب عن ائتلاف القوى الكردستانية في البرلمان ايران الى حسم ملف التعويضات والالتفات الى قضية بناء البلاد. وقال عبد الله ل «الحياة» انه يدعو الدول الصديقة الى عدم استخدام قضية التعويضات كورقة ضغط سياسي على العراق وأن تُساهم في بناء البلاد في المرحلة المقبلة التي تحتاج الى تكاتف الجهود. الى ذلك لفتت عالية نصيف جاسم عن «القائمة العراقية» ان الحكومة المقبلة يتوجب ان تكون بعيدة من التأثيرات الإيرانية كي لا تخضع لضغوط ايران في قضية ملف التعويضات. وقالت ل «الحياة» ان «العراق دفع الكثير في الحرب التي دامت ثماني سنوات بين البلدين ، وإن موقف ايران ورفضها وقف اطلاق النار مرات عدة هو الذي تسبب في اطالة الحرب». وأشارت الى ان «الكتلة العراقية» ترفض اية مساومات ايرانية في ملف التعويضات، كما ترفض استخدامه كورقة ضغط على الحكومة العراقية المقبلة، سيما وإن اعادة طرح الموضوع جاء متزامناً مع ازمة تشكيل الحكومة في العراق. على صعيد متصل تلقى الرئيس العراقي جلال طالباني امس اتصالاً هاتفياً من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، هنأ فيها طالباني والشعب العراقي بمناسبة بحلول شهر رمضان. وأكد الرئيسان خلال الاتصال على ضرورة توطيد أطر التعاون وتطوير العلاقات الثنائية وتوسيعها بما يخدم المصلحة المشتركة ورقي شعبي البلدين الصديقين. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اكد اثناء استقباله السفير الإيراني حسن دانائي فر الخميس الحرص على تعزيز العلاقات مع إيران في المجالات كافة لاسيما في المجالين الأمني والسياسي. وأضاف المالكي أن أصل العلاقة بين البلدين إستراتيجية، وحجم التحديات يدعو إلى مزيد من التفاهم والتعاون. فيما عبر السفير الإيراني عن استعداده للعمل على توطيد العلاقة بين بغداد وطهران، متمنياً تشكيل حكومة عراقية جديدة بأسرع وقت ممكن. لكن رئيس القائمة «العراقية» اياد علاوي دعا في تصريحات صحافية في اليوم ذاته الحكومة العراقية الى رفض السفير الإيراني الجديد في بغداد حسن دانائي فر على خلفية تصريحاته الأخيرة التي هدد فيها بمقاضاة من يتحدث عن تدخل إيراني سلبي في العراق.