من ضمن الاتفاقات التي جرى توقيعها على هامش زيارة ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى الصين، توقيع شراكة استراتيجية بين «أرامكو» السعودية ومؤسسة البترول الوطنية الصينية (سي أن بي سي)، ما يفتح فصلاً جديداً في علاقات التعاون السعودية الصينية في مجال الطاقة، إذ حققت «أرامكو» السعودية ومؤسسة البترول الوطنية الصينية إنجازاً تاريخيّاً بإبرامهما اتفاقاً إطارياً جديدة لتوطيد أواصر علاقة العمل الطويلة بينهما. واتفق الطرفان، بموجب الاتفاق، على التعاون في استثمارات قطاع التكرير والمعالجة والتسويق وتطوير المشاريع، بما في ذلك - على سبيل المثال لا الحصر - امتلاك «أرامكو» حصصاً في أعمال التكرير والبيع بالتجزئة العائدة لمؤسسة البترول الوطنية الصينية. ويدعو الاتفاق الطرفين إلى استكشاف مزيد من فرص مشاركة «أرامكو» في أصول التكرير والكيمياويات العائدة لمؤسسة البترول الوطنية الصينية. كما تم التوقيع على اتفاق جديد يرسي الأسس للاستثمارات الصينية في مدينة جازان الاقتصادية، التي تعد محطة رئيسة للوصول إلى أسواق أفريقيا وأوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ أبرمت «أرامكو» والهيئة الملكية للجبيل وينبع من جهة اتفاقاً للدخول في مشاريع مع شركتين صينيتين عندما أبرمتا مذكرة تفاهم مع شركة ينتشوان يوتشنغ الاستثمارية المحدودة وشركة مجموعة غوانغجو للتنمية الصناعية، يعزز الاتفاق فرص الشركات الصينية للاستثمار في مدينة جازان الاقتصادية، وربما في مراكز أخرى رئيسة للنقل والخدمات اللوجستية في المملكة، كما تبرهن على التعاون الهادف بين المملكة والصين في النقاط المشتركة بين استراتيجيتي رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق الصينية. أما في قطاع الثروات المعدنية، التقى وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، كبرى شركات التعدين والمعادن الصينية في إطار سلسلة الاتصالات الثنائية مع الشركات الصينية البارزة في مسعى لتقديم عناصر رؤية المملكة 2030، وكان من بين الاجتماعات، التي حضرها، اجتماع مع رئيس مجلس الإدارة لمجموعة شنهوا يوجو (ستيف) جانغ، واجتماع مع رئيس مجلس إدارة شالكو جي هونغلين، وأبرز ما تم خلال الاجتماعات عقد مناقشات حول الفرص الاستثمارية المحتملة لشركتي شنهوا وشالكو في قطاع التعدين في المملكة، كما نوقشت مواضيع ذات صلة، مثل البنية الأساسية للنقل والحوافز والأيدي العاملة المحلية المتاحة. وعن قطاع التعدين، قال الفالح: «قطاع التعدين والمعادن في السعودية جاهز لفرص التعاون مع الشركات الصينية ذات الخبرة، ونحن نرحب بالشراكات طويلة الأمد ذات النفع للطرفين لمزيد من الارتقاء بهذا القطاع الواعد». أما في قطاع الصناعة، فكان لوزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية فعاليات عدة بما فيها الاتفاقات الموقعة مع الجانب الصيني، حيث التقى مع رئيس شركة مجموعة فاو للسيارات، وانغ تشي جيان، وبحث الاجتماع فرص التعاون المشتركة، وخصوصاً أن مجموعة فاو الصينية تعد اسماً رائداً في عالم صناعات السيارات، ولها تاريخ طويل يمتد إلى 60 عاماً من الابتكار والإبداع في صناعة السيارات، في حين أن رؤية المملكة 2030 تدعو إلى توطين الصناعات الواعدة. ونظراً إلى أن السعودية هي أكبر مستورد للسيارات في المنطقة، إذ يُتوقَّع أن يبلغ حجم مبيعاتها السنوية مليون سيارة سنوياً بحلول عام 2020، فضلاً عن أنها تحتل المركز ال16 بين كبرى أسواق السيارات على مستوى العالم، يحظى التوسع المحلي في تصنيع المنتجات البتروكيمياوية، مثل البولي يوريثان بأهمية بالغة، لاستخدامها مكونات أساسية في تصنيع قطع الغيار المستخدمة في تطبيقات عدة، بدءاً من المقاعد وانتهاء بلوحة العدادات في السيارات والشاحنات. وحالياً تقوم شركة فولفو تركس بتصنيع سيارات رينو وفولفو في مشروعها المشترك «الشركة العربية لصناعة السيارات والشاحنات» مع شركة الزاهد للتراكتورات والمعدات الثقيلة بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية. وعلق الفالح قائلاً: «توفر السعودية اللقيم الجاهز، والموقع اللوجستي المثالي، ومراكز التدريب الفني اللازمة لتعزيز التوسع الكبير في توطين صناعة مكونات السيارات بالمملكة». ومن ضمن اجتماعات الفالح، كذلك خلال الزيارة، لقائه الرئيس التنفيذي المؤسس لمجموعة علي بابا جاك ما وبين خلال الاجتماع وجود فرص نموٍ كبيرة للصناديق والشركات الاستثمارية الصينية من خلال المشاركة في التحول الاقتصادي للمملكة ضمن إطار عمل رؤية المملكة 2030، وتشمل هذه الفرص استثمارات مشتركة في قطاعي المال والأعمال.