بدأت جمعيات خيرية في محافظة القطيف، في تنفيذ حملات توعوية، لمحاربة ظاهرة التسول، التي بدأت في الانتشار بشكل كثيف منذ مطلع شهر رمضان المبارك. وذلك بهدف «الحد من هذه الظاهرة التي باتت تشكل صورة سيئة عن حالات الفقر، مستغلة العامل العاطفي، على رغم عدم حاجة الكثير من هؤلاء المتسولين». وبدأت الجمعيات في محاربة هذه الظاهرة وتنبيه المواطنين إلى خطورتها، من خلال تعليق لوحات إرشادية أمام الإشارات الضوئية، تتضمن عبارة «إعطاءك الصدقة للمتسول في غير محلها»، في إشارة إلى تشجيع الناس على عدم إعطاء المتسولين أي مبالغ نقدية أو عينية. كما بدأت الجمعيات الخيرية في إرسال رسائل نصية قصيرة من طريق خدمة جوالات المدن والقرى، بهدف إيصالها إلى أكبر عدد من المواطنين، لتشجيع الناس على دعم الجمعيات الخيرية، وعدم إعطاء المتسولين الصدقات أمام الإشارات الضوئية وغيرها. ويقول رئيس جمعية القطيف الخيرية المهندس عباس الشماسي: «بدأنا بالعمل على هذه الحملة مبكراً، وذلك بهدف الحد من ظاهرة التسول التي انتشرت في شكل واسع في محافظة القطيف. وبدأنا بتركيب لوحات إرشادية أمام الإشارات الضوئية، وواجهتنا صعوبات في بداية الأمر، إذ تمت إزالة اللوحات من جانب بعض الجهات المسؤولة، بسبب سوء فهم شَابَ عملية الترخيص، إلا انه تم توضيح بعض الملابسات، وأعيد تركيب اللوحات من جديد». ويقرّ الشماسي، بأنهم لم يستطيعوا «التعامل مع التسول بصورة ميدانية، فوجدنا أفضل طريقة هي اللجوء إلى الأساليب الإعلامية المختلفة، فبعد أن تم تركيب لوحات ضوئية؛ قمنا بإرسال رسائل نصية من طريق الجوالات، تنبه إلى عدم إعطاء المتسولين الصدقات النقدية، وتسليمها إلى الجمعيات الخيرية فقط، خصوصاً أن معظم المتسولين هم من خارج المنطقة، ويأتون إليها بشكل جماعي، ما يدل على ان العملية في الأساس مرتبة، ولا بد من التصدي لها، وتنبيه المواطنين والمقيمين إلى عدم استغلال عواطفهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك». ويشير إلى تجاوب «مميز» من بعض المواطنين والمقيمين، «لاحظنا تحويل بعض الصدقات المباشرة إلى الجمعية. وهذا مؤشر يدل على وعي المواطن بأهمية دور الجمعيات الخيرية في مساعدة المحتاجين». وتأتي هذه الحملة متزامنة مع جهود تبذلها الأجهزة الأمنية في المنطقة الشرقية، لضبط المتسولين في المحافظات، أسفرت عن إيقاف 411 بين رجال ونساء وأطفال بعضهم في سن الرضاعة. وقال الناطق الإعلامي في شرطة الشرقية المقدم زياد الرقيطي: «بلغ عدد المقبوض عليهم من المتسولين خلال الشهرين الماضيين في كل من الدمام والخبر والظهران، 392 متسولاً، بين سعودي وأجنبي»، مبيناً أنه يتم «تسليم المواطنين منهم إلى مكتب المتابعة الاجتماعية، والأجانب إلى إدارة الوافدين». وذكر الرقطان، أنه «تم أخيراً، تنفيذ عدد من الحملات الميدانية لتعقب أماكن تواجد وسكن هذه الفئة، وجرى خلالها القبض على 45 متسولاً. وتتابع القوة المخصصة لهذا الغرض، مهامها خلال العام، مع التركيز على شهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى، لبروز هذه الظاهرة خلال هذه الفترات، إذ يحرص المتسولون على كسب تعاطف الناس في هذه المناسبات المباركة». وأوضح ان هذه الحملات التي تنفذ بالتعاون مع جهات أمنية ومكاتب المتابعة الاجتماعية، «تشمل إضافة إلى حاضرة الدمام، باقي مدن المنطقة ومحافظاتها، إذ بلغ عدد المتسولين المضبوطين في الأحساء، خلال الحملات المنفذة خلال الأسبوعين الماضيين، 19 متسولاً، معظمهم من السعوديين».