أكد وزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرمان اليوم (الخميس) أنه سيلتزم تنفيذ أمراً قضائياً بهدم مستوطنة عمونا العشوائية في الضفة الغربيةالمحتلة في حلول نهاية العام الحالي. وأثارت خطة لنقل البؤرة إلى مكان قريب قلقاً دولياً، لكن ليبرمان قال خلال زيارة إلى مدرسة في مستوطنة في الضفة الغربيةالمحتلة: «قلت في السابق وأقول الآن لمستوطني عمونا، هناك أمر قضائي من المحكمة العليا (الإسرائيلية) ويجب احترامه». وتسكن مستوطنة عمونا 40 عائلة يهودية إسرائيلية، وهي غير قانونية أي غير مخططة من قبل السلطات، إذ قامت مجموعة من المستوطنين بالاستيلاء على أراض فلسطينية خاصة والبناء عليها. وتقدم أصحاب الأراضي الفلسطينيون بالتماس إلى المحكمة العليا، وبعد تأجيلات متكررة، أمرت المحكمة بإجلاء المستوطنين وهدم منازلهم في 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وكانت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية المناهضة للاستيطان أكدت الشهر الماضي أن وزارة الدفاع كانت تعمل على نقل مستوطني عمونا إلى أرض فلسطينية تمت مصادرتها من أصحابها تبعد أمتار عدة من الموقع الحالي، ما يعني «تشريع البؤرة العشوائية». وأوضح ليبرمان: «اقترحنا بدائل عدة وآمل أن نعثر على خيار يقبله أيضاً المستوطنون في عمونا». وأعربت الولاياتالمتحدة عن «قلقها العميق» من الخطة، إذ أكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية اليزابيث ترودو الشهر الماضي أن «ذلك سيكون بمثابة خطوة غير مسبوقة ومثيرة للقلق تتعارض مع القانون الإسرائيلي في عدم الاستيلاء على أرض فلسطينية، خصوصاً للمستوطنات الإسرائيلية». ويعتبر المجتمع الدولي الاستيطان عقبة كبيرة أمام إرساء السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وهناك مخاوف دولية من خطط إسرائيل لهدم قرية سوسيا الصغيرة في جنوبالضفة الغربيةالمحتلة. وكان موفد الأممالمتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف تحدث في تقريره أمام مجلس الأمن الدولي الإثنين الماضي عن سكان منطقة سوسيا جنوبالضفة الغربية، محذراً من أن «هدم منازل هذه المجموعة سيكون سابقة خطيرة في عملية التشريد». وتقع سوسيا في المناطق المصنفة «ج» والتي تشكل 60 في المئة من مساحة الضفة الغربية، وتخضع إلى السيطرة الإسرائيلية الكاملة. وهدمت سلطات الاحتلال القرية مرات عدة، وهي حالياً مهددة بالهدم مثل غيرها في الضفة الغربيةالمحتلة، وأصبحت رمزاً للاستيطان الذي يقطع أوصال الضفة. ويعيش في القرية أكثر من 300 شخص في ظروف بدائية في كهوف وخيام، إذ ترفض إسرائيل وصلها بشبكة المياه والكهرباء بعد 30 عاماً على طردهم من الموقع الأصلي للقرية. وأكد ليبرمان، المستوطن اليميني المتطرف، أن سوسيا «أصبحت موقعاً للخلاف فجأة.. الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة. تصلني رسائل من كل العالم. اكتشف الجميع سوسيا». وقال ليبرمان أنه مثلما سيلتزم قرار المحكمة في هدم بؤرة عمونا فإنه سيقوم بالشيء نفسه في ما يتعلق بالمنشأت الفلسطينية غير المرخصة في سوسيا. وتابع: «اعتقد أن العالم، خصوصاً العالم الحر، عليه احترام نظامنا القضائي ولا يمكنه أن يطالب في أمر يتعلق بمستوطني عمونا وآخر يتعلق بما سيحدث في سوسيا». وأوضح أنه وافق على تأجيل هدم سوسيا للبحث عن بدائل لسكانها.